- أحياناً أتساءل هل ما يحدث في العالم من أحداث، هي من مقدرات الوقت؟ أم أن المسائل لا تنهض من رمادها إلا بفعل عبث أيادٍ خفيّة، توقظها من سباتها لتضعها في وقت ما، وفي مكان ما، وأن الكثير من أمور الدنيا لا أقدارها، يخطها المخططون واللاعبون السياسيون، لماذا ظهر الإرهاب مع بداية القرن الجديد؟ وإلى متى سيستمر في حصد الأرواح هنا، وهناك؟ لماذا تحرك الإرهاب بعد أحداث سبتمبر؟ هل هي مواجهة، أم تنفيذ لخطة فوضى خلاّقة، كما يسمونها؟ لماذا كانت الحروب في وقت معين، وفي أماكن معينة في السنوات الماضية، هي السائدة؟ وكيف كفّت الآن الحروب عن قرع أجراسها، لتظهر المواجهة بين «المنظمات» و«الجماعات» و«الأفراد المؤدلجين»، لا بين الدول؟ وما هو شكل الصراعات المقبلة في العالم، حين تجفف ينابيع الإرهاب المتفجرة في أماكن من العالم؟ وهل سيبتعد العالم عن مقولة الصراع الدامي الحضاري إلى التلاقح السلمي الحضاري؟ - ما زال التعليم عندنا غير مستقر، ولا ممنهج بطريقة عصرية، بل هو في ظل تجريب، بعدما كان في ظل التخريب، غير أننا نخسر أجيالاً خلال استيراد النظم التعليمية، والاكتفاء دون خلق نظام ينبع من متطلبات مجتمعنا، ويساير العالم في تطوره، ولا يرجعنا خطوات للوراء، التعليم الصحيح يجب أن يسير كمنظومة متكاملة، لا تجارب لا تخلق تراكماً مفيداً، ولا تغريب بالكامل، ولا انطواء على الداخل بالكامل، ولنا في تجارب شعوب استطاعت أن تخرج من هزائمها لتتصدر واجهات العالم حين قررت أن التعليم فرض وطني، وواجب أساسي، وأن المعلم يجب أن يكون من أشرف الناس وأصدقهم وأكثرهم أمانة، برفع قيمته في المجتمع، وفرض احترامه، وأن هناك أموراً في الحياة تعضد سياسة التعليم، ومنهج التربية، حب الوطن يأتي في أولها وآخرها. - تحدث عندنا أمور تتداول بشكل فاعل في وسائط التواصل الاجتماعي الذي غدا هو المصدر الوحيد للتلقي عند كثير من الناس، وبسرعة لا تجاريها وسائل الإعلام التقليدية التي غدت مقصرة في متابعة الأحداث الاجتماعية، وتوصيلها للناس بطريقة واضحة وجليّة، لا نريد منها نقدها والتصدي لها، مثلما كان يحدث عندنا في وقت من الأوقات، خاصة في الشأن المحلي، مثل بعض القوانين والإجراءات، وحتى الشائعات، الغريب في الأمر أن بعض الجهات المسؤولة، وذات الشأن، تترك التداول الاجتماعي واجتهادات الناس وتفسيراتها على أعنتها، ولا تتدخل موضحة أو مفسرة أو ترشد الناس أو على أقلها إعطاء المبررات الحقيقية، والخافية على العموم أو نفيها من الأساس، إن عدم المبالاة، والسكوت والتغاضي عن بعض الأمور، يخلق مشكلات في المستقبل، يتطلب حلها جهداً ومالاً ووقتاً، نحن بحاجة إليه في مسألة التطور والنهوض بمجتمعنا المتعافي الذي نحلم ونريد.