ندوة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بأبوظبي تحت عنوان «معاً ضد التطرف والإرهاب»، جاءت في إطار فعاليات اليوم العربي لمواجهة التطرف والإرهاب الذي تحييه جميع الاتحادات والروابط والجمعيات والأسر والمجالس المنضوية تحت مظلة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وتعد صورة من صور انخراط شرائح المجتمع كافة في التصدي لآفة الإرهاب وقطع دابره واجتثاثه لأنه ببساطة خطر وجودي يستهدف المجتمعات البشرية والحضارات الإنسانية، ولا يقتصر على مكان أو مجتمع دون غيره. رأينا كيف تمتد أيادي الإرهاب الدنيء والخسيس وتغدر بالأبرياء والآمنين، وتنشر الدمار والخراب والموت المتنقل في مناطق عدة من عالمنا. وفي يوم تنظيم تلك الندوة نفسه، حاول أعداء الحياة النيل من قافلة إنسانية من قوافل «الهلال الأحمر» الإماراتية ضمن إغاثة إمارات الخير للأشقاء في الصومال الذي يعاني من تبعات الحروب المدمرة وآثار أسوأ موجة جفاف تسببت في ظهور مجاعة تفتك بالآلاف من أبنائه. ولكن الله رد كيد أولئك الإرهابيين إلى نحورهم وأفشل مخططهم. هكذا هم دوماً الإرهابيون وأعداء الحياة يستهدفون كل ما له صلة بالحياة وما فيه الخير للإنسان، لأنهم يقتاتون من الدمار والخراب ومن الدماء. يظهرون كالفئران بأفعالهم الإجرامية لينشروا الخراب والقتل لتقويض أمن واستقرار المجتمعات. في حرب بلا هوادة على الإرهاب والإرهابيين، يتطلب الأمر تضافر جهود الجميع، وفي مقدمتهم حملة الأقلام والمفكرون والمبدعون. فالمواجهة ليست عسكرية وأمنية فقط، بل على كل الجبهات والصعد كافة، خاصة أن الإرهابيين وهم يتسللون من وراء الأقنعة والشعارات التي يتخفون وراءها، يستهدفون عقول شبابنا والإغرار بهم في محاولات بائسة يائسة منهم لجرهم نحو مستنقعات التطرف الآسنة والملوثة بالحقد والكراهية والإقصاء. كما أنهم يستخدمون ديننا الحنيف دين المحبة والسلام والرحمة وصون الحرمات مطية لتنفيذ مآربهم وجرائمهم القذرة. وشاهدنا كذلك دعاة الفتن الذين يطلون عبر بعض الفضائيات والمواقع الإلكترونية ووسائط التواصل ليؤججوا الانقسامات والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد. وحدة صف أهل الكلمة والتفافهم على كلمة سواء في هذه الحرب على الإرهاب، أمر في غاية الأهمية، لكي يفندوا للرأي العام زيف وأكاذيب مروجي الأحقاد والفتن، ويدحضوا مزاعم داعمي الإرهاب وأدواته، ويشدون في الوقت ذاته من أزر رجال يحملون أرواحهم على أكفهم للتصدي لأعداء الحياة لأجل الانتصار للإنسان وحقه في الحياة.