«سعيد الفرحان» ليس شخصاً عادياً لكل من سأل عنه، إنه «روبوت ذكي» لفت الأنظار إليه في منصة شرطة دبي، خلال معرض الإمارات للوظائف الذي اختتم الأسبوع الماضي في مركز دبي التجاري العالمي. وساهم في تعيين 23 شاباً وشابة خلال اليوم الأول من فعاليات المعرض، وتولى بنجاح إجراءات التوظيف الذكية الخاصة بهم، وإذا بنا نسمع عن توجه العديد من الدوائر لتحذو مثل هذه الخطوة، وتبدأ الاستعانة بأمثال «سعيد الفرحان» الذي يقال إنه لا يقبل أو يعترف بالواسطات، لأنه ليس من ذات فصيلة البشر التي تزخر بهم الدوائر والمؤسسات وأقسام الموارد البشرية، ولكن من يضمن ألا يعيد برمجته صاحب نفوذ ليلبي رغباته في تعيين من يريد، واستبعاد من لا يريد، وتظهر علل الواسطة والمحسوبية على «الروبوتات» التي كانت «ذكية» قبل أن تبتلى بأمراض البشر؟ خاصة أن الكثير من الدوائر والجهات بها موظفون من أصحاب التخصص والسوابق في ابتكار قصص «السيستم علق» لتأجيل إنجاز معاملات المراجعين، كما طرحنا عبر هذه الزاوية في مناسبات عدة، لأن «الروبوت» في الأخير يظل جهازاً قابلاً للبرمجة والسيطرة. بعيداً عن «الروبوت الذكي» واستخداماته كان المعرض فرصة سانحة تجددت معها، كما في كل دورة من دورات التوظيف الحديث عن جدوى هذه المعارض التي تتألق فيها شركات العلاقات العامة لتلميع الجهات المتعاقدة معها، وإبراز دورها من دون أن تقدم معلومات محددة ينتظر سماعها المتابع، ومن قبله طالب الوظيفة عن مصير عشرات الطلبات تقدم هنا أو هناك. لا أعتقد بوجود ساحة تشهد معارض للتوظيف على مدار العام مثلنا، ومع هذه الشكوى تتكرر حول نفس النقطة والمحور الذي يعاني منه الجميع، خريجون جدد يتدفقون على هذه المعارض ولا يلمسون جدية في التعامل معهم ومع طلباتهم إلا من بعض الجهات الرسمية، ونجد طلباتهم تتكدس هنا وهناك من دون أن يكلف أحد من هذه الجهات المشاركة نفسه عناء الاتصال بهم حتى للاعتذار أو إبلاغهم بسبب الرفض، بل أصبحنا نسمع عن تعبير جديد بأن «عدم الرد رد بحد ذاته». نتمنى بالفعل من الجهات التي تستعين بالروبوت في مقابلات التوظيف إدراك مسؤولية التعامل مع أحلام وتطلعات الباحثين عن عمل بفرصة حقيقية لرد الجميل، بينما تمضي الأيام والشهور وهم بانتظار «الاتصال الموعود».