الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

في ندوة "الأدب عبر الحدود".. حال الإبداع الأدبي في عصر سيادة وسائل الإعلام

في ندوة "الأدب عبر الحدود".. حال الإبداع الأدبي في عصر سيادة وسائل الإعلام
6 نوفمبر 2018 00:18

عصام أبو القاسم (الشارقة)

استضافت قاعة ملتقى الأدب في معرض الشارقة للكتاب ندوة «الأدب عبر الحدود»، التي قدمتها وأدارتها المترجمة الأميركية أليسن ماركن بوول، وشارك بالحديث في منصتها ثلاثة كتّاب من اليابان والكاتب السوري فادي عزام.
في تقديمها ذكرت بوول أن المسافات بين الأقطار والثقافات باتت أقصر من أي وقت مضى بفضل الترجمة، وتعدد وسائل الاتصال، وفتوحات التكنولوجيا، ولكن دور وفعالية الأدب في هذا التواصل الحضاري بين الشعوب يظل موضع سؤال، خاصة في وقتنا الراهن، حيث تستحوذ «وسائل الإعلام» على قطاع واسع من الجمهور، وهي تخلق بنشراتها الإخبارية تصورات وانطباعات حول البلدان، بما تنقله من وقائع الحروب والضغوط الاقتصادية والإشكاليات السياسية؛ وقد لا تكون دقيقة أو هي تعكس جانباً واحداً من المشهد.
في مداخلتها، قالت الكاتبة اليابانية كاناكو نيشي (مواليد 1977) التي ولدت في طهران ثم انتقلت للإقامة في طوكيو، ثم في القاهرة: «إن الميديا جعلت العالم واحداً، ولكن تجربة عيشك ككاتب في بلدان مختلفة تجعلك مختلفاً مقارنة بالآخرين. أشعر بأنني مختلفة حين أنظر إلى غيري من الكتّاب اليابانيين.. في طريقة فهم الكثير من الأمور التي تحدث في الخارج». وأضافت: «اليابان شبيهة بجزيرة مغلقة، عندما تكون هناك تخضع لكثير من الضغوط من أجل الامتثال للتقاليد. في القاهرة كل شيء مختلف؛ وفي اليابان الجميع متشابهون لكنني بدوت أنا المختلفة!».
أما فادي عزام، الذي وصلت روايته «سرمدة»، إلى القائمة الطويلة لجائزة العالمية للرواية العربية «بوكر» 2012، فلقد ذكر أن سعيه إلى كسب العيش هو الذي دفعه إلى المجال الأدبي، ومع تأكيده على أن للأدب قدرة على «اجتياز الحدود وبناء الصلات بين الثقافات»، إلا أنه قال: «إن مطالبة الكاتب بموقف سياسي من الأحداث الجارية في بلده يعد أمراً صعباً».
وقال الروائي والمترجم شوغو اوكيتاني: «إنه لا يفكر إلا بما يريده لا ما يرغب فيه القراء بالضرورة»، وأضاف: «أكتب ببساطة، وبلا ضغوط من أي نوع، أكتب نصوصي باللغة اليابانية وتالياً أقوم، وبمعاونة زوجتي، بنقل ما كتبته إلى الإنجليزية، ونتناقش كيف نضبط الفروق التي حصلت نتيجة عملية الترجمة، ويستغرقنا هذا الأمر، فثمة تفاصيل يجب مراعاتها في دلالات ومعاني الكلمات بين اللغتين اليابانية والانجليزية». وأكد اوكيتاني أنه لا يسعى لإقناع الجميع بمضامين نصوصه، ويكفيه قارئ واحد يفهمه.
المداخلة الأخيرة، قدمتها ناكوا كشيدا، وهي كاتبة يابانية، عاشت في الإمارات لثلاثة عقود، وجعلت من فكرة إبراز الحياة الاجتماعية والثقافية في الدولة إلى قراء اللغة اليابانية مهمتها الأساسية، ومما قالته في الندوة: «في اليابان ثمة تصورات غير صائبة عن العرب بشكل عام.. الإرهاب وأجواء الاقتتال.. وما أحاوله هو تصحيح هذه الأفكار.. لقد أنجزت ثلاثة كتب حول المجتمع الإماراتي باللغة اليابانية، وصورت حالة الأمن والرخاء التي تعيشها البلاد، كما نقلت العادات والتقاليد كالزواج والأعياد وغير ذلك، مما لا يعرف في اليابان، صادفت تحديات عديدة في الترجمة، خاصة أن هناك بعض المصطلحات العربية التي يصعب إيجاد مرادف لها في اللغة اليابانية، لكنني أشعر بأن ما أفعله مهم لجهة تقريب المسافة بين الثقافتين العربية واليابانية ولو وقع قارئ واحد من بين مئة على ما كتبته فإن هذا يشعرني بالرضا كما قال اوكيتاني».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©