لم نخسرهم فهم الباقون والخالدون في الفردوس مع الأنبياء والصديقين والشهداء، وهم الرجال الذين أحبوا الخير وتركوا وطنهم وأولادهم وعائلاتهم من أجل الخير في عام الخير، فاستقبلهم الشر في أبشع صوره، والغدر فاجأهم فحرم أحباءهم منهم، لكنهم خالدون في ذاكرتنا وضميرنا?، رحم الله شهداء الخير، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. ?منذ سنوات طويلة حزنا على الشعب الأفغاني وذلك أثناء الحرب التي استمرت عقداً من الزمان وتلتها حرب أهلية وسنوات إرهاب لم تنته بعد، قدمت الإمارات طوال تلك السنوات مساعدتها لهذا البلد لتخفيف آثار تلك الحرب المجنونة، وبعد الحرب ذهبت الإمارات لمد يد العون والمساعدة لإعادة البناء والتعمير في بلد خسر كل شيء وتم تدمير كل مرافقه وقبل ذلك تم تدمير الإنسان الصالح والمنتج. لقد عرفت الإمارات واقع الحال فبذلت كل جهدها لمساعدة هذا الشعب، حزنا على ذلك الشعب وساعدناه، واليوم لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من الحزن على موت خمسة من أبنائنا واستشهادهم في عملية غادرة، لكن هذا الحزن لن يجعلنا نتراجع خطوة عن مد يد العون، ومساعدة الشعب الأفغاني وغيره من الشعوب، فنحن نفتخر بأن أبناءنا استشهدوا في ميادين الخير والعطاء ونصرة الضعفاء، فهم عيال زايد الخير رحمه الله الذي ربى أبناءه على مساعدة الغير، وهذا ما أكده بالأمس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عندما قال: «لن تثنينا الأعمال الإرهابية الدنيئة التي تمارسها قوى الشر والظلام عن السير بطريق الخير والحق والعطاء، ??ولن ترهبنا أعمالهم الإجرامية في الحفاظ على مبادئنا الإنسانية والخيرية ومد يد العون والمساعدة للدول والشعوب»، فهذا ملخص الحكاية.? ?أما عن الإرهاب، فلابد أن نقول إن على العالم أن ينتبه أكثر وأكثر ويدرك أن مسؤولياته تكبر وتزداد في مواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه، أما الحكومة الأفغانية الصديقة فنقول لها صحيح أننا ?نحب الخير ونسعى له دائماً وأبداً لكن دماء أبناء الإمارات غالية وأرواحهم ثمينة، لذا فإننا نطالب بأن لا تتأخر في الكشف عن المجرمين، وأن تقوم وبأسرع وقت بمحاسبتهم على هذه الجريمة الشنعاء التي لا تمت لا للإنسانية ولا للدين ولا للأخلاق ولا للرجولة والشرف بصلة، فمن يقبل بأن يُستهدف رجال مدنيون آمنون ذهبوا لبناء المدارس والمستشفيات ومراكز التعليم ودور الأيتام وأن يقتلوا بتلك الطريقة الغادرة؟! ? ?شهداء الإمارات هم أبطال الخير، وأبطال الإمارات هم شهداء الخير الذين ضحوا بأرواحهم من أجل نصرة الضعفاء ومساعدة الفقراء ومحاربة الجهل والتطرف والإرهاب، لقد صدم العالم بهذه الجريمة البشعة ونحن في الإمارات نشكر كل من وقف معنا، ونؤكد أننا ماضون في طريق الخير، والخمسة الذين غابت أجسادهم ستبقى أرواحهم دائماً تنير لنا طريق الخير.