عندما يمرض عدنان الطلياني، فقلوبنا كلها تتوقف مع نبضات هذا الرجل، وعندما يصبح طريح الفراش، فإن الدعوات كلها تتضرع إلى الله، راجين المولى عز وجل سلامته، واستعادة عافيته. كان الخبر مفاجئاً ولكن مطمئناً، فأسطورة كرة الإمارات أُصيب بوعكة مفاجئة، وأجرى عملية قسطرة، تكللت بالنجاح، حين سمعت هذا الخبر تذكرت أجمل أيام الماضي، فرحة ذلك الجيل ورزفة العيالة، وصوت يردد من التلفاز عدنان ياب قول! تذكرت أن أمجاد كرة الإمارات، بدأت حين بدأ هو ركل الكرة، وأن تاريخ نادي الشعب، ُكتب حين ارتدى شعاره، شعبية جارفة وحب لا يتوقف، رغم توالي الأيام والسنون، واسم لا يزال ثقيلاً وكبيراً ومؤثراً في زمن أصبح النسيان سمة بعض الناس. أتحدى كل جماهير ذلك الجيل، أن لا يكون الطلياني وحده، بطل ذكرياتهم في الملاعب، وأتحدى أن شعبية نادٍ بكل أركانه، جاءت بسبب نجم واحد، وأتحدى أننا لم نشاهد جماهير تملأ استاد بحجم مدينة زايد، إلا من أجل وداع لاعب واحد، وأتحدى كل دموع سنغافورة 89 أنها لم تكن سوى بسبب تسديدة نجم واحد! هو شيء مختلف، قائد من نوع آخر.. ملهم في الملعب.. مؤثر في غرفة الملابس، قدوة وأسطورة وشخصية قائد لا تتكرر في ملاعب كرة القدم. ابتسامته هدفه في افتتاح «خليجي 12» دموعه في «نهائي 96»، إصابته في مباراة البحرين، تتويجه في استاد آل نهيان بأول وآخر بطولة لفريق الشعب، كلها صور بمشاعر مختلفة لرجل لن ننسى تاريخه، فهل شاهدتم لاعباً يقلب التاريخ في كرة الإمارات، عفواً لا يوجد أحد سوى الطلياني فقط! كان مثالاً للإخلاص، في عز مستواه وتألقه بقي مع حبيب قلبه الشعب، حتى وهو في أسوأ الظروف ورغم كل العروض والمغريات! تعب وأخلص وقدم ورحل في احتفالية لن تنساها الإمارات، وحين طُلب للعودة لخدمة كرة بلاده، لم يتردد وعاد في موقع آخر، واليوم يتم ترحيله وتسريحه، من دون حتى عبارة مع السلامة، فيغادر بهدوء من دون أن يمن أو يعتب على أحد، فهو يعرف قيمة وطنه ويعرف كيف يخدمه، ولا يريد من أحد تقديراً أو حتى توديعاً! حتى عتبه تركه في قلبه، واختار الهدوء، عدنان اليوم طريح الفراش، ولكنه سيعود بفضل الله، وبقبول الناس له، فمن يحبهم رب العالمين، يحبب خلقه فيه، وفي الإمارات كلها ليس هناك سوى عدنان واحد، وأسطورة واحدة، ورقم عشرة واحد، لا تقارنها بمن ارتداه قبله أو بعده. كلمة أخيرة ‏اللهمّ إنّا نسألك بكل اسمٍ سميت به نفسك أن تشفي عدنان الطلياني شفاء لا يغادر سقماً.