تتواصل فعاليات عرس الثقافة المتجدد في معرض الشارقة للكتاب، وهو يزداد بهاءً وألقاً في دورته السابعة والثلاثين، بفضل ما يغدق عليه من حدب ورعاية ومتابعة «سلطان الثقافة» صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرجل الذي صاغ من الكلمة والحروف عناقيد حب ومحبة وعلماً واطلاعاً، وجعلها في متناول كل شغوف بالقراءة والاطلاع والعلم والثقافة.
في عرس الشارقة للكتاب، تُحلّق الكلمة نحو آفاق جديدة ومتجددة، يلتقي في فضاءاتها عشاقها والمتنسكون في محرابها بندماء وأقران، يتباحثون ويتحاورون، وكل يضيف لرصيد الآخر بالحوار والنقاش الإيجابي في رحاب الإمارة الباسمة.

ما يميز معرض الشارقة للكتاب، البساطة في العلاقة بين المبدع والمتلقي من دون أوصياء، ومن دون رتوش أو بهرجة أو تقليد أو استنساخ، فهو نسيج فريد حافظ على قداسة تلك العلاقة والرابطة بعيداً عن شوائب وبهرجات أولئك الذين يحبون «الديكورات» غير المجدية التي لا تقدم أو تؤخر.

معرض الشارقة للكتاب يمضي في طريقه بكل قوة وثبات، يزداد نمواً وتطوراً، والإمارة على أعتاب لقب جديد «عاصمة للكتاب» يضاف لجملة من الألقاب التي تزهو بها، وحققتها بجهد ورعاية ولمسات وبصمات «سلطان الثقافة»، والتي أرست تجربة ملهمة في رعاية الثقافة والإبداع الفكري والإبداع بمفهومه الشامل والأوسع.
ومع كل دورة من دورات المعرض والتوسعات والنقلات النوعية التي يشهدها، تتجدد الدعوات للبحث عن موقع آخر يليق به وبالمكانة التي تحققت له، بدلاً من الموقع الحالي والاختناقات المرورية من حوله. فأحياناً يستغرق ذلك الازدحام والطريق مني أكثر من الوقت الذي أمضيه بين أروقة وأجنحة وفعاليات المعرض الذي يعد من درر معارض الكتب في عالمنا العربي.
المعرض يؤكد أن العلاقة بين الكتاب الورقي والقارئ، عربياً كان أم أجنبياً، علاقة مزدهرة وطيدة، مهما حاول البعض تصويرها كما ولو أنها قد أفلت لمصلحة ما يطلقون عليه الكتاب الإلكتروني، مع تقديرنا لكل جديد. ولكن يظل للورق ورائحة الحبر رونقه، وتظل روحانية العلاقة ومتعة الإبحار في فضاءات المعرفة الواسعة.
إقبال الشباب على المعرض والكتاب يطمئننا بأن الأمة بخير، وليست الصورة بتلك القتامة التي يحاول المتشائمون تصويرها وتصديرها لنا بمقولتهم البائسة بأن «أمة اقرأ لا تقرأ»، ولعل أبلغ رد عليهم هذا الإقبال من الشباب، وحسن علاقتهم بالقراءة.