لو قدر للفريق الشرقاوي أن يكسب لقب دوري 2019، بعد 22 عاماً على رصيف الانتظار، فإنه سيدين بالفضل للجولة الثامنة التي كانت جولة «ملكية» بامتياز، حيث استطاع الملك الشرقاوي أن يحصد ست نقاط كاملة من ملعب «الزعيم» العيناوي بطل الثنائية، بينما تعثر منافسوه الآخرون، بتعادل الجزيرة مع دبا الفجيرة في الدقيقة 94، وتعادل الوحدة مع شباب الأهلي، ودفع «العنابي» مجدداً فاتورة أخطائه الدفاعية الفادحة.
وجسدت قمة الجولة الحالة الفنية والنفسية العالية التي يمر بها الفريق الشرقاوي، بقيادة مدربه الكفؤ عبدالعزيز العنبري الذي تفوق على زوران مدرب العين تكتيكياً، بينما واصل العين عروضه الباهتة، فافتقد للإقناع وللإمتاع.
ورغم الصدارة الشرقاوية التي عززها تألق لاعبيه الأجانب، وعلى رأسهم الأوزبكي شوكوروف، أحسن لاعب ارتكاز في الدوري حالياً، والهداف ويلتون والمتألق منديز، رغم ذلك فإن الدوري لا يزال طويلاً، وعلى الشرقاوية إذا ما أرادوا أن يكسبوا لقب الدوري، فلا بد من التعامل مع الفرق غير المنافسة بدرجة التركيز نفسها التي يتعاملون بها مع منافسيهم على الصدارة وهو ما ظهر في لقاء اتحاد كلباء أمس بخسارة نقطتين.
***
«كلاسيكو السودان» باح بكل أسراره، وقدم نموذجاً راقياً، تنظيمياً وجماهيرياً وإعلامياً، وهو ما يحسب لمجلس أبوظبي الرياضي ولقناة «أبوظبي الرياضية» اللذين وفرا للمناسبة كل عناصر النجاح، فخرج المشهد معبراً عن قيمة المناسبة في «عام زايد»، واكتمل سيناريو الإثارة بتسجيل «البديل» خالد عبدالمنعم هدف الفوز الهلالي في مرماه في الدقيقة 96، بعد تألق لافت للمريخ طوال الشوط الثاني، ورغم قسوة اللحظة، إلا أن أحداً من جماهير المريخ لم يخرج عن النص، لتؤكد أبوظبي مجدداً أنها باتت وعن جدارة عاصمة الكرة العربية، وستصبح الشهر المقبل عاصمة الكرة العالمية، قبل أن تصبح في الشهر الذي يليه عاصمة الكرة الآسيوية.
***
يتحدد يوم الجمعة المقبل بطل أفريقيا المشارك في مونديال الأندية بأبوظبي، وإذا كان الأهلي المصري قد وضع قدماً على منصة التتويج، فإن أحداً لا يستطيع أن يتكهن بنتيجة «موقعة رادس»، بين الترجي والأهلي، وكل ما نأمله أن تمر المباراة بسلام، بعد أن وضعتها توابع زلزال الذهاب فوق صفيح ساخن جداً، ورغم أن المباراة بين شقيقين، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي في البلدين تشعرنا وكأننا على مشارف «الحرب العالمية الثالثة»!