في تلك الساعات العصيبة التي أعقبت التفجير الإرهابي لكنيسة مار جرجس في مدينة طنطا شمال القاهرة الأسبوع الفائت، بثت وكالات الأنباء صورة من مسجد مجاور لمصريين تجمعوا داخله للتبرع بالدم لمصابي الهجوم الإرهابي الخسيس في لقطة عبرت عن عظمة مصر ووحدة شعبها العظيم الذي اعتقدت الشراذم المذعورة من الإرهابيين المتاجرين بالدين أنها قادرة بأفعالها الخسيسة النيل من الوحدة الوطنية لشعب مصر، وإثارة الفتنة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد، والراسخة عبر آلاف السنين رسوخ وشموخ أهرام مصر وجريان نيلها الكريم. المواقف المبدئية المتضامنة للإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، في وجه الإرهاب، جسدت عمق الروابط التاريخية بين الشعبين والبلدين الشقيقين، ومكانة مصر في القلوب، فهي ليست مجرد وقفة شقيق مع شقيقه، وإنما إدراك لدور وحجم مصر الذي أعتقد أولئك الأقزام أنهم قادرون على النيل منه بأعمالهم الإرهابية، وهم يهدفون كذلك لإشغال قيادتها عن مسار اختاره الشعب المصري بعد أن لفظ حكم المتاجرين بالإسلام. ظن الذين خططوا لتلك الأعمال الإرهابية أن عملياتهم الخائبة ستقلب الأوضاع وتنشر الحرائق والخرائب، دون أن يدركوا حقائق التاريخ التي أثبتت دوماً أن مصر مرت من قبل بمواقف واختبارات أشد مما خططوا له، خرجت منها دائماً قوية عملاقة بفضل يقظة ووعي شعبها وحرصه على وحدته الوطنية التي هي صمام أمان بلاده في وجه أعدائها. في تلك اللحظات العصيبة، ظهرت من جديد وجوه الخزي والعار وأبواق الفتن والزيف التي تتغذى على الافتراءات والأكاذيب والسموم التي ينفثها مشايخ ودعاة الدجل ومن والاهم، وللأسف بعضهم في منطقتنا، الأمر الذي يستوجب تضافر جهودنا معاً لاستئصال شأفة الإرهاب الذي يحركه «إخوان الشياطين» ومن لف لفهم من «دواعش» العصر وتجفيف منابعهم والقضاء على سمومهم. مصر اختارت طريقها وحسمت أمرها، وعقارب الساعة لا تعود للوراء، حقيقة لا يريد الواهمون استيعابها، مصر تمضي برؤية قيادتها وسواعد أبنائها نحو موقعها الريادي والتاريخي، وإلى جانبهم أشقاؤهم في الإمارات وكل شرفاء عالمنا العربي الذين يقدرون أرض الكنانة حق قدرها، هي فينا مكان القلب من الجسد، هكذا علمنا حكيم العرب القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. يستهدفون مصر بمؤامراتهم الشريرة ومخططاتهم البائسة للنيل من أمة العرب قاطبة وخابوا. حفظ الله مصر وأهل مصر.