تختتم اليوم في عاصمتنا الحبيبة فعاليات القمة الثقافية 2017، والتي أكدت موقع أبوظبي ودورها في إثراء المشهد الثقافي العالمي كمنارة شاهقة، لنور يسطع في سماء منطقة ذات تاريخ وحضارة عريقة ثرية. أبوظبي درة مدائننا غدت مركز ثقل سياسياً واقتصادياً وثقافياً ورياضياً عالمياً، كانت خلال فعاليات القمة منصة للإبداع الخلاق والحوار البناء، الذي يركز على الثقافة باعتبارها حاضنة وأداة كل فعل جميل يسمو ويرتقي بالإنسان. احتضان أبوظبي لحدث عالمي بمستوى القمة الثقافية هو امتداد لرؤية القيادة الرشيدة، ونظرتها للثقافة والمعرفة، وأدوارها المتعاظمة، كمفاتيح حيوية في مواجهة التحديات التي تواجه الإنسانية، وأداة مهمة للتصدي للظلام والظلاميين، الذين شوهوا كل جميل وراق في الإنسان، وبالأخص إنسان هذه المنطقة وحضارته وعقيدته الإسلامية السمحاء التي تحض على حسن التعايش والتسامح والانفتاح على الثقافات والحضارات. قمة أبوظبي الثقافية حدث رسخ مكانة العاصمة والإمارات ودورها في دعم وتشجيع المبادرات التي تُعنى بالارتقاء بالإنسان، وبناء الشراكات، ودفع التعاون بين الشعوب في مختلف دروب الثقافة من فنون وآداب، وإيلاء عناية خاصة بالمبدع في ميادين الفنون المتعددة، وبالأخص الشباب رهان المستقبل الذي تؤكد عليهم وعلى دورهم قيادتنا الرشيدة. في كل مرة يسطع الضوء بمبادرة جديدة أو فعل خلاق من منارة النور، وتشرع معها نوافذ المعرفة والتفاهم الإنساني الخلاق، نسمع أصوات النشاز والمأزومين والظلاميين الذين يخافون النور والضوء ،لأنه يعريهم، فنور الثقافة والمعرفة يبدد حلكة تخلفهم، وتعصبهم وإقصائهم للآخر. قمة أبوظبي الثقافية أكدت الفعل الحضاري للثقافة والفنون، لإسعاد المجتمعات، ويعلمنا التاريخ في مختلف حقبه أن الحضارات تزدهر وتزهو في رحاب ميادين ومجالات الثقافة والفنون وإدراك التنوع، لأنها تثري العقول وتشذب النفوس، وتهذب الأرواح من خلال التلاقح والتبادل الثقافي والمعرفي، ويجمع ويبرز المشترك بين الإنسان وأخيه الإنسان بعيداً عن شطط المتخلفين والمتعصبين المروجين للظلام والتعصب أينما حلوا. مكان انعقاد قمة أبوظبي الثقافية في السعديات يلخص الدور الثقافي العالمي المتواصل للإمارات من خلال المنطقة الثقافية التي ستحتضن عدداً من المتاحف بمستوى اللوفر، و«جوجنهايم» وغيرهما. تختتم القمة اليوم ونحن نستعد بعد أيام لعرس الثقافة الكبير مع الدورة السابعة والعشرين لمعرض أبوظبي للكتاب، ويشهد ضمن فعالياته توزيع جائزة زايد للكتاب بفروعها المختلفة، لتظل منارة النور مضيئة في سماء العطاء والتفاهم الإنساني والحضاري. ali.alamodi@alittihad.ae