المجلات الثقافية محطات مهمة في نقل المعرفة والثقافة والدراسات المتنوعة، الإنسانية والمعرفية والثقافية، هي الإصدارات الرصينة التي يتوقع منها المتابعون للثقافة والمعرفة والفنون كل جديد مهم، أو كل قديم رائع يحتاج دائماً إلى العودة إليه، ليس بالضرورة أن يكون الجديد هو هدف هذه المجلات الثقافية الخالصة للعمل الثقافي أو التراثي وإنما البحث والتنقيب حتى في ماضي المعرفة وحاضرها وتقديمها بصور جديدة ودفع القارئ إلى ديمومة المطالعة والبحث والقراءة. بالتأكيد يعلم ويعرف المسؤولون عن المجلات الثقافية المتخصصة، أن هناك أجيالاً متعاقبة تحتاج للمعرفة والمتابعة والوعي بالمنتوج الثقافي والمعرفي، والأهم تلك النصوص أو الدراسات أو الأبحاث التي مرت على أجيال سابقة، حيث إن معرفة الثقافة وتاريخها وصعودها من أزمنة ماضية إلى واقع حاضر هو التأسيس الصحيح لمثقف المستقبل. المجلات الثقافية والفنية الرصينة أصابها عطب كبير بحثاً عن الواجهات التسويقية والدعائية والإعلانية، عندها أصبحت المجلات الثقافية تهتم أكثر بشعر الصورة وأدب الدراسات المتخصصة في نصوص أصحاب الإمكانيات الهامة، وليس الإنتاج الأدبي في شموليته وعمومه، قصائد وأعمال أدبية تصدر في العالم العربي كثيرة، لا تنال الاهتمام والالتفات، بينما أعمال أخرى هي صاحبة الصدارة، وفي أطراف المدن العربية وضواحيها من المغرب إلى المشرق توجد أعمال في غاية الأهمية لا يطلع عليها أحد، أيضاً أعمال ثقافية وفنية ظهرت في العصور القديمة في الشرق لم تنل البحث والتقديم بصورة جيدة. المجلات الثقافية هامة جداً، وهي السجل الراصد للمنتوج الثقافي والمعرفي والفني، ولكنها للأسف تعاني الفقر والعوز، وهجرة الكثير من الكتّاب الذين يجب أن يساهموا في المادة الثقافية فيها، والأهم أن تصل إلى القارئ وتوزع في كل مكتبة ومركز ومحطة، وأن تدعم وتعزز بالجانب المادي من المؤسسات الثقافية والحكومية، أما أن تترك معتمدة على مبيعاتها، فإن ذلك لن يجعلها تستمر أبداً.