ليس دفاعاً عن اتحاد الكرة برئاسة مروان بن غليطة، الذي لم يكمل عامه الأول، ولا هضماً لإنجازات مهدي علي ولاعبيه ومن سبقه مع المنتخب في المرحلة الماضية، وإنما إنصافاً للحق ولمن أعطى ويعطي بإخلاص لمواصلة المسيرة وتحقيق الحلم الذي عجزنا عن تحقيقه منذ أكثر من ربع قرن، ولم يكن الإعلام الرياضي يوماً مع طرف ضد آخر، نحن على مسافة واحدة من الجميع، الحكم فيه لمن يعمل بإخلاص حتى وإن لم يحقق العلامة الكاملة لبلوغ الهدف لأن التجارب والمحاولات وإن لم تصل لدرجة الكمال فإنها حتماً ستقودنا إليه مع المحاولة والتكرار. والبناء الذي تعب الجميع عليه وأخذ من الوقت والجهد والمال الكثير يجب ألا يهدم وإن اختلف البعض في نتائجه فحلم «معاً نستطيع»، والوصول لكأس العالم في روسيا 2018، إن لم يكتب له النجاح فهناك أسباب كثيرة نعرفها جميعاً.. ولكن لماذا نحمل الاتحاد الحالي مسؤولية الخروج ولا ننظر إلى المنظومة الكروية بمجملها منذ دخلنا عالم الاحتراف كما دخله غيرنا في القارة، واشتد السباق بين غربها وشرقها والمنتخبات التي كانت صيداً سهلاً قبل سنين الاحتراف أصبح تجاوزها اليوم بالغ الصعوبة.. فلماذا نتحامل على اتحاد لم يمض على انتخابه أشهر وعلى لاعبينا الذين ضل بعضهم طريق الاحتراف بمجرد عقد وقعه مع ناديه، ولم ينفذ بنوده ولم نلزمه ونطالبه بشروطه بل زدناه دلالاً وتغاضينا عن تطبيقه بعد تجاوزاته الذي تفنن فيها ووضعنا أمام صعوبة تنفيذ البنود الخاصة بالتزاماته قبل نيل حقوقه.. فالعقد الاحترافي جملة من الحقوق والواجبات والواجبات أهم بكثير من الحقوق، فإن كنا نحن من صرف النظر وتساهل في التزام محترفينا ببنود العقد فهذا لا يعني أبداً سوء منظومة الاحتراف، وإنما في تطبيق التزاماته على الطرفين المتعاقدين. وما دعا إليه اتحاد كرة القدم بالحوار المجتمعي ومستقبل كرتنا 2020، ما هو إلا بداية الطريق نحو تصحيح مسيرتنا الاحترافية الذي سندخل عامه التاسع قريباً. لذا فالإعلام يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف يوجه متى لزم الأمر ويشد على يد الجميع وجل نقده للبناء لا للهدم، مع تقديرنا لكل الجهود التي بذلت في السابق وتبذل في القادم من الأيام، لأننا شركاء في الإنجاز كما في الإخفاق، فلندعم الاتحاد والمنتخب بطاقميه الفني والإداري الجديدين لتصحيح المسار بعيداً عن الهدم.