مرت قبل أيام ذكرى مرور عامين على انطلاق عملية «عاصفة الحزم»، ومن بعدها «إعادة الأمل» المتواصلة للتحالف العربي لدعم الشرعية ورفع الظلم عن أهلنا في اليمن، والتصدي للمخطط الانقلابي الحوثي الهادف لتوسيع التمدد الإيراني في منطقتنا الخليجية، بما يمثله من خطر على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي. التحالف الذي انطلق بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، وبمشاركة فعالة من الإمارات وشقيقاتها من الدول الخليجية والعربية، أرسى نموذجاً جديداً للعمل الخليجي المشترك، وقدم صورة متطورة لما يمكن أن تقدمه دولنا الخليجية، وهي تأخذ زمام المبادرة للدفاع عن مصالحها المشتركة وأمنها من الأخطار والتهديدات التي تستهدفها، وبالأخص الوقوف الحازم في وجه الأجندات التوسعية للنظام الإيراني الذي يحرك أدواته في المنطقة على شاكلة «الحوثيين» و«حزب الله» ليكونوا رأس حربة مخططاته الإرهابية لتقويض أمن واستقرار بلداننا الخليجية. عامان من الحزم والأمل برهنا على الكثير من قدرات بلداننا في الدفاع عن منجزاتها ومكتسباتها في وجه الطامعين، وأثبتت جيوشنا جاهزيتها واحترافيتها العالية في وجه عصابات الشر الذين صورت لهم أوهامهم المريضة قدرتهم على النيل منا ومن أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية عن طريق البوابة الجنوبية للخليج والجزيرة العربية، بعد أن اعتبروا الحرص على السلام نوعاً من الضعف، فنزلت عليهم القوة الخليجية كالصاعقة المزلزلة. غير بعيد من الجانب العسكري لعمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، هناك على الأرض ما هو أخطر، ويتعلق باستهداف الانقلابيين وعصابات الحوثيين للنشء، ليس فقط لجهة تجنيد الأطفال، وإنما إصرارهم على طباعة وفرض مناهج دراسية تكرس للطائفية والمذهبية البغيضة في عقول الأجيال، وفي وطن عرف التعايش والتسامح بين الأديان والمذاهب على امتداد التاريخ. ومن خلال تلك المناهج يواصلون تصدير مناهجهم، بحسب ما حذرت المنظمات الخليجية المختصة، وبما يؤكد بأن المخطط يقوم على مراحل متعددة تجتمع كلها حول هدف واحد، هو تقويض المنطقة ومجتمعاتهم من الداخل. وبشائر النصر تقترب، نعبر عن الفخر والاعتزاز بالأداء الرفيع لقواتنا المسلحة ومنسوبيها الذين برهنوا على المستوى المتقدم والمتطور الذي تحقق لهم، وباتت معه في مصاف أقوى جيوش العالم، كما أنها سانحة لتحية شهدائنا الأبرار الذين سطروا أروع معاني التضحية والفداء لتظل راية الإمارات خفاقة دوماً في ميادين الشرف والمجد.