اليوم تضع الإمارات بصمة جديدة متميزة، وتضيف شوطاً نوعياً في برنامجها الفضائي بإطلاق «خليفة سات»، أول قمر صناعي يتم بناؤه في الإمارات على يد مهندسين إماراتيين. وأتاح مركز محمد بن راشد للفضاء منذ الساعة الثامنة من صباح اليوم للجميع، متابعة الحدث الاستثنائي على الهواء مباشرة، ليشارك الجميع في فرحة المنجز النوعي الذي يمثل لأبناء الإمارات الشيء الكثير.
فالمنجز يختصر مسيرة خير شاملة، كان الإنسان عمادها ومحورها، ويعبر كذلك عن مقدار الاستثمار في إنسان الإمارات حتى بلغ هذا الشأو من العلم الرفيع الذي أتاح له المشاركة في صنع المنجز، فكرة وإعداداً وتخطيطاً وتنفيذاً، حتى وصلنا إلى هذا اليوم التاريخي الذي يسبق بشهور قلائل إرسال أول رائد فضاء إماراتي للمحطة الفضائية الدولية، ولتعلن الإمارات نفسها بقوة عضواً فعالاً ومشاركاً قوياً في نادي الفضاء.
الإنجاز الجديد اليوم يرسخ مكانة الدولة كدولة رائد في قطاع الفضاء وعلومه على مستوى العالم، ويؤكد طبيعة المسار الذي اختارته لتكون في مقدمة دول العالم المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه البشرية، خاصة لجهة تداعيات التغيرات المناخية على مسارات التنمية في الكثير من دول العالم، وبالأخص المجتمعات المحرومة. وكذلك لناحية سرعة نقل البيانات وتمكينها من الوصول للمعلومات واستخدام الإنترنت، والمساعدة على نشر المعرفة، غايات وأهداف سامية سمو الرسالة التي تنهض بها الإمارات من خلال دورها البناء والمسؤول داخل الأسرة الدولية.
«خليفة سات» قصة عطاء وطن، وثمرة قيادة حكيمة تمتعت برؤية ثاقبة ونظرة استشرافية سباقة للمستقبل، جعلت من العلم وتطويره ورعايته والاهتمام به، المدخل لبناء وصياغة الإنسان على هذه الأرض، إنسان إيجابي منفتح تجاوزت به ومعه كل التحديات التي ترزح تحت وطأتها الكثير من المجتمعات في منطقتنا وفي العالم.
«خليفة سات» قمر صناعي إماراتي 100%، مخصص للأرض، سيتيح للإمارات تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، والتي تفيد في مجالات وميادين التخطيط المدني والتخطيط الحضري والعمراني، الأمر الذي يعني استفادة أفضل للأراضي وتطوير البنى التحتية ومتابعة المشاريع العملاقة. ويتيح كذلك رصداً أفضل للبيئة بمتابعة دقيقة للقطبين الشمالي والجنوبي، ما يسهم في الوقوف عن كثب على تأثيرات ظاهرة الاحتباس الحراري، بما يساعد العلماء في وضع الحلول والبدائل. و«عمار يا دار حكمها خليفة».