في الواحد وسبعين بعد الألفين، هناك في الأفق غيمة تنث، ونجمة تضيء سماء التضاريس، وكائن مبجل اسمه الإمارات. سيكون الصباح والمصباح، وسيكون السلام والأفراح، سيكون ناي البحر، وأنشودة النخلة، وهديل الصحراء، وبوح العقل البشري الذي أنار واستنار، ففاض وعياً بأهمية أن يكون الإنسان إيجابياً كي يحرس أشجار السعادة، ويضفي على الشواطئ تغاريد الطير، ووشوشة الموجة، في الواحد والسبعين بعد الألفين ستحضر كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يقف بين أبنائه مبشراً بغدٍ مشرق، متألق متأنق متشوق للنهوض بإرادة الإنسان وليس بشيء آخر. مئوية الإمارات، هي ختام المسك لبداية، الرسو عند سواحل الوردة اليانعة، والسواعد اليافعة، والقلوب التي سكنها الوطن ولوّن في الشرايين الدم، وأعطى البصر مداً، والبصيرة مداداً، فامتدت الرؤى في المدى حتى صارت النجمة بساطاً، والغيمة نقاطاً على حروف التاريخ، فاستيقظ الوعد، ونهض العهد، فصار البعد، أقرب من أخمص القدمين، أجمل من وجه اللجين، أكبر من اتساع العالمين. في الواحد والسبعين بعد الألفين، نحن هنا.. نحن هُناك، نحن في الأفلاك، مدار ومسار، وأخبار، وأفكار، تتجدد ولا تتحدد، ولا تتبدد، نحن نقطة الضوء في عين الشمس، ونحن اليوم، ونحن الأمس، ونحن النبس، نحن حراس الحضارة الإنسانية، نحن القطرة التي صارت نهراً، نحن الفكرة التي أمست سحراً، نحن الإبرة التي فجرت القرائح لتصير في الوعي البشري أمطاراً، تغدق ولا تغرق، تشتاق إليها الشفاة، فتأتي ضارعة مهيضة، فلا تشيح ولا تنيخ، لكنها تهدل باسم الوطن الذي صار سماء، والأرض التي أضحت فضاء لما فاض الحب من الذين امتلأوا وجداً ووجداناً ووجوداً، لما أوجدوا الحُلُم حقيقة، وصارت الحقيقة جزيرة لا يؤمها إلا الأصفياء، والذين في قلوبهم وَلَه وشوق إلى الآخر، يصطفي معه فيثريه، يسانده فينثر في معطفه عطر الوردة الطالعة من كون الناس. في الواحد والسبعين بعد الألفين، ستعلن الساعة عن موعد مع الظفر بالمستقبل، ونيل المعالي، وتحقيق الأمنيات، وكسب الرهان، وإنجاز ما لا يخطر على بال بشر. في هذا العام، ستمضي الركاب باتجاه الأخضر، وسوف يحدو الحادي إلى مزيد من الازدهار، ومزيد من الإبهار، لأن الإمارات جبلت على اختراق حواجز السباق، من دون تكلف؛ لأن الأعطاف ممتلئة بالتفاؤل، ولأن الإرادة مشحونة بالإيجابية.