وصلتني رسالة على بريدي الإلكتروني من هويدا الكثيري، وهي إنسانه وقورة تحتكم عندها الأخلاق الحميدة، وتُسقِطُ طاقتها الإيجابية سعادة تطول كل ما يقع تحت ناظريها. قالت في رسالتها: «أنا ما أعرف أعبر ولا عندي منبر أقدر أوصّل عن طريقه كلامي للآخرين؛ أنتهز هذه الفرصة لأحكي لك عن كفاءة بنات دار زايد ،طيب الله ثراه،. نقلت عيالي من الروضة التي كانوا فيها إلى روضة أخرى فاضطريت أن أداوم معهم لين يتأقلمون مع المكان الجديد. وفي تلك الأيام القليلة لاحظت إنسانة تتنقل بين الأطفال كالنحلة وتُخفض جسدها عندما تتحدث معهم وتتحكم في نبرة صوتها فلا يأتي منها إلا ما يعبر عن الحب والإيجابية، وكان من الطبيعي أن يتقرب الأطفال منها. كانت ابنتي في أول الأيام تبكي وتتشربص في عباتي، وكانت هذه الإنسانة الفنانة تأتي إليها وتجلس على الأرض وتكلمها بكل هدوء، وتحاول تهدئتها. عرفت لاحقاً أنها مديرة تلك الروضة! كان بإمكانها وبكل بساطة أن تترك هذه المهمة للمدرسات أو المشرفات بس لأنها إنسانة متميزه ومتفانية أبت إلا أن تقوم هي بهذا الدور. وفي احتفال المدرسة باليوم الوطني، طلبت من جميع الأمهات ترديد النشيد الوطني بصوتٍ عالٍ مع أطفالهن وكانت أول المرددات. سألت نفسي إن كان هذا رأس الهرم فكيف سيكون طاقم التدريس؟ مع الوقت تعاملت مع بعضهن فوجدتهن جميعاً، وللأمانة، شغوفات ومتفانيات في عملهن. هذه تجربة يجب تكرارها في مدارس الدولة، فاليوم يذهب عيالي إلى الروضة وهم مستأنسين. أما بالنسبة للمشرفات فهن يرحبن بالأطفال وعندما تلاحظ إحداهن وجود طفل خايف أو خجل؛ تناديه باسمه وتقول: «أهلاً صديقي «فلان» أنت بطل وشاطر» وتمطره بالعبارات الإيجابية والتحفيزية ثم تقول له: «شو رأيك نسير الصف ضربة وتمد يدها، وكنت انصدم من ردة فعل اليهال اللي بكل سهولة يفكون يد أهاليهم ويّودون يد المشرفة ويسيرون وياها الصف. كم من اللوم ياني يوم عزمت أنقل عيالي من مدرستهم الأولية ولكن يوم شفت كيف في المدرسة اليديدة يتعاملون معهم شكرت ربي وحمدته أن جعلني أسجلهم في روضة حكومية... دكتورة عائشة هذه نماذج أفخر بها أنا كأم وكمواطنة إماراتية.. والمفروض نشكر هذه المدرسة وإدارتها، وفي خاطري أن أصرح للعالم أجمع بأن الإمارات تجني ثمار الخير الذي زرعه الوالد المؤسس والقيادة الحكيمة». للعارفين أقول: «كل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة بخير، وخيرها نموذج في الأخلاق والعمل الإنساني الذي لا يراد به إلا صون الكرامة والرقي بآدمية البشر، وهذا ما تعلمناه من زايد، طيب الله ثراه، وعياله بوركت خطاهم».