صورة الإمارات في الإعلام الخارجي واقعية ودقيقة، قبل أن أقول إنها زاهية، كما أنها انعكاس للنهضة والتقدم ولمفاعيل ثقافة الاعتدال والتسامح، وأحدد هنا الإعلام المحترف، الذي يبحث عن قصة جديدة ومتميزة تُروى، ونحن لدينا هذه القصة بجدارة، ولا نأبه لأي قصص أخرى، يختلقها الإعلام في مصانع الكذب المعروفة في الإقليم، فغني عن القول إنه يعمل دون مصداقية، وتالياً يجني مزيداً من الخسارات.


لدينا قصة إماراتية تهتم بها وسائل الإعلام في العالم. فمن الضروري لأي صحفي يريد أن يفهم الشرق الأوسط أن يتابع الأخبار القادمة من هنا، ليجيب عن أكثر من سؤال. كيف صنعت الإمارات نموذجها الخاص في المنطقة. كيف نجح الاتحاد الذي بناه زايد المؤسس، رحمه الله، في الوصول إلى غاياته، لتنهض بلاد آمنة وقوية ومزدهرة في إقليم مضطرب. كيف وصلت الإمارات إلى مصاف الدول الكبرى في مؤشرات تنموية وعلمية وثقافية واقتصادية؟

لدينا الحدث؛ ما نصنعه هنا. أو ما تكتبه الصحافة الدولية والعربية عن بلادنا. فهي تريد قصة متكاملة عن خبر قد ينشره، موقع «باسبورت إندكس»، مثلاً، عن الجواز الإماراتي الذي بات ترتيبه الأول عربياً، والثامن عالمياً، فوراء ذلك بلاد ذات شأن ومصداقية، تحظى بترحيب واحترام كبيرين، فيدخل مواطنوها إلى 158 دولة في العالم، دون تأشيرة مسبقة.
«صورة الإمارات في الإعلام» كانت أمس محوراً لنقاشات «منتدى الاتحاد الثالث عشر» في حضور نخبة من الكتّاب والزملاء الصحفيين، وهذا تقليد سنوي، تنظمه صحيفة «الاتحاد»، وقد سعت هذا العام إلى استجلاء آراء الخبراء وقراءاتهم في صورتنا في وسائل الإعلام، لتُوضع توصيات المنتدى ضمن خطة التحرير العامة للصحيفة.
المنتدى خاص بأسرة «الاتحاد»، ويهدف للإصغاء إلى خبرات إعلامية من داخل الدولة وخارجها، وقياس النجاحات، وما ينبغي عمله. وكان مفيداً أن يتحدث المشاركون عن تفاصيل الصورة وملامحها وإطارها. فالإعلام، ولا سيما الدولي، يرصد كيف تعاملت الدولة مع تداعيات «الربيع العربي» الذي جاء بالتطرف والجريمة واليأس، وكيف نهضت قيادتنا بدور محوري في إرساء السلام والتسامح والقبول بالآخر، لنبذ العنف والكراهية، وكيف أصبحت الإمارات من أكثر بلدان العالم جاذبية للعيش والاستثمار.
إنه الخبر الذي يعني حدثاً واقعياً، ولا يفيد تجاهله من الإعلام المعادي، إلا بقدر ما تستفيد النعامة من إخفاء رأسها في الرمال. فنحن ماضون في صناعة المعجزات، ولدينا كثير من الطموح، ولا يحده حتى مشروعنا في ارتياد الفضاء، ودائماً نحن شعب يعشق التقدم والأخبار السعيدة..