السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات تحمي التراث من الإرهاب

الإمارات تحمي التراث من الإرهاب
30 مارس 2017 01:12
شهدت العاصمة الفرنسية باريس اجتماعاً للجهات المانحة لإطلاق الصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المُعرَّض للخطر في أوقات النزاع المسلح، ويأتي لقاء باريس استكمالًا للاجتماع الذي عقد في أبوظبي، خلال نوفمبر من العام الماضي، بمبادرة إماراتية فرنسية، ورعاية من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، حيث أعلنت أربعون دولة ومنظمة دولية خلال الاجتماع التزامها بإنشاء صندوق لتمويل آليات حماية الآثار في مناطق النزاع، وإيجاد ملاذات آمنة لهذه الآثار المهددة، سواء بالحروب أو بالإرهاب. موقف جميل ونبيل من دولة الإمارات، فحماية الآثار، مهمة إنسانية بامتياز، لصون التاريخ وحماية الحضارات، ومحاولة لصيانة الآثار كونها شاهد عيان على إبداع الإنسان في منطقتنا العربية، وذاكرة حية تظل راسخة في الأذهان. الآثار كنوز معرفية، وشاهد على تاريخ الأولين، لنعرف كيف زرعوا وحصدوا وشيدوا، كيف كان الطب والفلك وعلوم الفيزياء والرياضيات.. من يقرأ آثار منطقتنا يدرك أنها مهد الحضارة الإنسانية، وهذا الوعي يجعلنا نعض أصابع الندم على ما أوصلنا إليه منطقتنا حتى تردت وسقطت تحت حوافر التطرف، وطالتها لوثة الإرهاب والانفلات وخرافة «الربيع العربي». تدشين الصندوق يأتي بعد استشعار خطر نهب الآثار والمتاجرة بها على يد تنظيم «داعش» الإرهابي في العراق وسوريا، وكان للإمارات السبق في تدشين المبادرة واحتضانها مادياً وسياسياً، وفي تقديري أنها خطوة في إطار جهود مكافحة الإرهاب والتصدي له بكل الطرق، فالمواجهة مع منتسبي الجماعات التكفيرية لا تقتصر فقط على دحرهم في ساحة القتال، فأساس المواجهة هو التصدي لكل تخريب ثقافي وفكري يحيقونه بالمجتمعات التي وقعت تحت سيطرتهم، فمن لا يبالي بسفك الدماء وانتهاك الحرمات، لن تهتز له شعره حين يدمر أثراً رأى عصوراً وشهد على تقدم الأولين قبل أن يهدمه متطرف جاهل، وما أصعب لحظة دخول تنظيم «داعش» الإرهابي ساحات تدمر الأثرية، ليلغي في ساعات الأعمدة والمسرح والمدرج والساحة العامة والقصور والمعابد التي يبلغ عمرها مئات السنين، ولم تسلم أسواق حلب التراثية من عبث المتطرفين الذين استباحوا معالمها العريقة. دعم الإمارات للصندوق الدولي لحماية التراث الثقافي المُعرَّض للخطر في أوقات النزاع المسلح، يأتي من إيمانها العميق بأهمية التراث الإنساني، وما نراه من أنشطة ثقافية لا تنقطع في أرجاء الدولة شاهد عيان على اهتمام هذا البلد المعطاء بالتراث، ويحسب للإمارات أنها واكبت الحداثة والتطور في كافة المجالات، وكلما تقدمت الإمارات وقطعت شوطاً كبيراً في قيادة المنطقة إلى نحو الازدهار والتقدم، تتمسك الإمارات أكثر وأكثر بجذورها وبأصالتها، وهذا أكبر دافع للإمارات لتدشين صندوق يحفظ ذاكرة المنطقة وهويتها. محمد حسين سيد - الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©