الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عشرات الضحايا بقصف عراقي جديد على الموصل القديمة

29 مارس 2017 02:15
سرمد الطويل، وكالات (بغداد، كركوك) قتل وجرح عشرات المدنيين أمس، في قصف القوات العراقية لليوم الثالث أحياء في المدينة القديمة غرب الموصل، بينما يواجه مئات الآلاف من السكان المحاصرين أوضاعا إنسانية مروعة. في حين قرر مجلس محافظة كركوك رفع علم إقليم كردستان إلى جانب علم العراق على المباني الحكومية وسط مقاطعة العرب والتركمان، وتحذيرات الأمم المتحدة ورفض مجلس الوزراء العراقي الذي أكد أن مجلس المحافظة لايحق له ذلك. وقالت مصادر صحفية وشهود من داخل الموصل أمس، إن هؤلاء الضحايا سقطوا جراء القصف بقذائف صاروخية ومدفعية مناطق خزرج والساعة وشهر سوق التي تقع بالمدينة القديمة. وأضافت المصادر أن الشرطة الاتحادية كثفت من قصفها أحياء المحمودين وباب البيض وخزرج والسرجخانة والساعة بمحيط الجامع الكبير (النوري) وسط المدينة القديمة، وتسبب القصف أيضا في هدم عدد كبير من المنازل والمتاجر. وتابعت أن القصف لم يتوقف منذ ثلاثة أيام مما أسفر عن وقوع عدد كبير من المدنيين، وتدمير المنازل والمباني فوق رؤوس ساكنيها. ووفق نفس المصادر، فإن هناك تكتما من قبل القوات العراقية على ما يجري بالجانب الغربي من المدينة حيث يتم منع الصحفيين منذ عدة أيام من دخول المنطقة. من جانب آخر، شرعت القوات العراقية في عملية عسكرية بمنطقتي قضيب البان وبداية شارع الفاروق شمال غرب المدينة القديمة الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجلة. وتدور اشتباكات عنيفة في هاتين المنطقتين بين القوات العراقية وتنظيم «داعش». وذكرت المصادر أن العمليات العسكرية والاشتباكات شبه متوقفة بين «داعش» والقوات بمحيط حي باب الطوب، وأنها تقتصر على القصف العنيف للأحياء السكنية. وقالت إن القوات المشتركة أحرزت تقدما في محيط الأحياء القديمة وصولا إلى منطقة الساعة سعيا للالتفاف على حي باب الطوب. وفي تطورات أخرى، قالت البيشمركة الكردية إن 6 من مسلحي «داعش» قتلوا لدى محاولتهم مهاجمة مواقع لها غرب مدينة سنجار التي تقع بدورها غرب الموصل وتلعفر. من جهته، أعلن قائد الفرقة السابعة بالجيش العراقي مقتل القيادي في تنظيم «داعش» أبو جمال الغريري و6 من مرافقيه في قصف جوي عراقي في الأنبار غرب العراق. بينما قتل 3 من عائلة واحدة بانفجار عبوة ناسفة شمال الرمادي. من جهة أخرى، أشعل قرار كردي برفع علم كردستان على المباني الرسمية في كركوك أمس، الخلافات في المحافظة وسط مقاطعة العرب والتركمان، وتحذيرات الأمم المتحدة، ورفض مجلس الوزراء العراقي الذي اعتبر القرار غير قانوني. وعبرت بعثة الأمم المتحدة في بغداد عن «قلقها من هذه الخطوة التي رأت أنها من اختصاص الحكومة المركزية ولا ينبغي رفع أي علم في المحافظة غير العلم العراقي». وحذرت «من أي خطوة أحادية الجانب قد تعرض الوئام والتعايش السلمي للخطر في هذه المدينة ذات التنوع الإثني والديني». وحضر جلسة الثلاثاء التي ترأسها ريبوار فائق طالباني رئيس مجلس محافظة كركوك، 25 عضوا كرديا، وقاطعها 16 عضواً عربيا وتركمانيا. ورفع المحافظ ورئيس مجلس المحافظة بعد الجلسة علم العراق وعلم كردستان أمام مبنى المحافظة. واعتبرت الهيئة التنسيقية بين المحافظات التابعة لمجلس الوزراء، أن مجلس محافظة كركوك ليس من صلاحيته البت في مقترح المحافظ برفع علم كردستان في دوائر المحافظة، مؤكدة أن ذلك من اختصاص السلطات الاتحادية. واعتبر المتحدث الرسمي باسم مكتب رئاسة الوزراء سعد الحديثي، قرار الإقليم مخالفا للدستور ومنافيا لقانون المحافظات. من جانبه، قال الشيخ معن الحمداني، عضو المجموعة العربية في المجلس (6 مقاعد)، إن «المجموعة قاطعت الجلسة وطالبت بإعادة النظر بقانونية قرار المحافظ». كما انتقد برهان مزهر العاصي رئيس المجموعة العربية في مجلس المحافظة قرار الأكراد قائلا «لدينا مشاكل أكبر من ذلك، الوضع الإنساني في مناطقنا والتي تقع تحت سيطرة داعش، سيئ للغاية في قضاء الحويجة ومناطق أخرى». في حين هدد عضو الكتلة التركمانية في المجلس علي مهدي الذين ولهم (9) مقاعد بـ»التوجه إلى المحكمة الاتحادية». الأمم المتحدة تطالب العراق وأميركا بتفادي قتل مدنيين عواصم (وكالات) حث الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أمس، الحكومة العراقية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على مراجعة أساليب القتال في الموصل بمحافظة نينوى لتفادي قتل المدنيين الذين قال إن تنظيم «داعش» يعرضهم عمدا للخطر. وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن 307 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 273 في غرب الموصل بين 17 فبراير و22 مارس مع تجميع مقاتلي تنظيم «داعش» مواطنين داخل مبان ملغمة واستخدامهم كدروع بشرية وإطلاق النار على الفارين. وقال زيد «إنه عدو يستغل بلا رحمة المدنيين لتحقيق أهدافه ولا يعبأ إطلاقاً بتعريضهم للخطر». وأضاف «من المهم أن تتفادى قوات الأمن العراقية وحلفاؤها في التحالف هذا الفخ». ودعا زيد القوات العراقية والتحالف إلى إجراء تحقيقات شفافة في أحداث دامية كانت هذه القوات طرفاً فيها. وأكد قائد عسكري أميركي أن المحققين موجودون في الموصل لتحديد ما إذا كانت ضربة جوية للتحالف أو متفجرات أعدها «داعش» سببت انفجاراً في حي الجديدة يوم 17 مارس أدى إلى تدمير مبانٍ. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم زيد، إن الأرقام الرسمية تشير إلى أن نحو 61 شخصاً قتلوا في تلك الواقعة «لكن الرقم الفعلي ربما أعلى بكثير».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©