الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلمو برمنجهام يخشون عواقب الحادث الإرهابي

28 مارس 2017 23:38
عندما انطلقت الإنذارات يوم الأربعاء، لتعلن الهجوم الإرهابي الدموي الذي وقع في لندن، أعرب كثيرون في برمنجهام عن أملهم في ألا تعرف مثل هذه الحوادث طريقها إلى مدينتهم الواقعة على بعد مائة ميل إلى الشمال من العاصمة. لكن في صباح اليوم التالي، حلقت طائرات الهليكوبتر فوق برمنجهام، وعلى الفور شك السكان في السبب. لقد كان «خالد مسعود»، المقيم السابق في برمنجهام، هو من ارتكب الهجوم. والآن، فإن جيرانه السابقين مطلوب منهم تفسير الأسباب. لسنوات، كانت المدينة تحارب صورتها كـ «بؤرة للإرهاب»، فالعديد من المتطرفين في بريطانيا، ممن يتصفون بالعنف، كانوا بطريقة أو بأخرى متصلين بها. وبعض أكثر المسلمين حرماناً في بريطانيا يعيشون في مناطق، حيث استغل المتطرفون لعقود ظروف الفقر والجريمة والبطالة. لكن العديد من المسلمين المحليين أعربوا عن مخاوفهم من أن الجدل الحالي بشأن المدينة قد يؤدي إلى تدهور أوضاع المسلمين في مجتمعهم وبقية أنحاء بريطانيا. يقول «هامايون سلطان» (38 عاماً)، أثناء مغادرته المسجد الرئيس في برمنجهام بعد صلاة العصر: «من غير الممكن محاربة التطرف عبر وضع المجتمع في موقف صعب وعدم ترك خيارات للتصرف». وقال «محمد أفضل»، إمام المسجد، إن «هناك الكثير من الغضب في المجتمع. إننا نعيش معاً في سلام، ثم يأتي شخص ويدمر كل هذا». ومنذ يوم الأربعاء، حدثت زيادة حادة في رسائل الكراهية والتهديدات ضد المسجد الرئيس في برمنجهام. وتهدد هذه التوترات بتقويض سنوات من التعايش، وضعت المدينة في طليعة الجهود البريطانية لمكافحة التطرف. يقول «كريس ألين»، أستاذ علم الاجتماع في جامعة برمنجهام، «في الواقع، التعاون بين السلطات والمجتمع المحلي أفضل بكثير في برمنجهام منه على المستوى الوطني». لم تكن هذه هي الحال دائماً في ثاني أكبر مدن بريطانيا، حيث تزيد نسبة المسلمين على 20%. في عام 2010، قامت السلطات بتركيب كاميرات مراقبة في جميع أنحاء المدينة لمراقبة تحركات المسلمين المشتبه في قيامهم بأعمال إرهابية، ما وضع جميع المسلمين تحت الاشتباه العالمي، وفقاً لنقاد في حينه. وعليه، فقد تم إيقاف هذا المشروع، لكن بعد أن أضر فعلاً بالعلاقات بين قادة المجتمع الإسلامي والسلطات. يقول «رافايلو بانتوتشي»، مدير دراسات الأمن الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، «طالما كان مجتمع المسلمين في برمنجهام يشعر بأنه تحت المراقبة». ومع ذلك، فقد حدث تغير كبير خلال السنوات الأخيرة، وفقاً لما يقوله قادة المجتمع والخبراء. وعقب صلاة الجمعة، وقف الجميع دقيقة حداد، بحضور قائد الشرطة «ماك تشيشتي» وهو مسلم. بيد أن إظهار الوحدة هذا لم يخفِ مخاوف وقلق الكثير من المسلمين في المدينة. فهم يخشون أن يكون هناك رد فعل عنيف ضد مجتمعهم في الأسابيع المقبلة. ورداً على سؤال لأحد المارة: لماذا يطلب من المسلمين إدانة الهجوم الذي قام به رجل «ليس مسلماً حقيقياً»، قال «تشيشتي»: «إن الأشخاص أمثاله يمكنهم تدميركم، وتدميري. ينبغي أن ندين جميعاً مثل هذه الأعمال». وبدا أن معظم الحاضرين لم يقتنعوا، فهم يعانون لفهم العلاقة بين عقيدتهم وحادث الأربعاء. وقد عاش مسعود الذي كان اسمه «أدريان راسل أجاو»، لسنوات في شقق في ميدلاندز البريطانية. وسافر (وهو أصلاً من كنت) إلى برمنجهام. وفي المسجد الرئيس لبرمنجهام، يتم استقبال الزائرين بتوزيع كتيب يحمل عنوان «الإرهاب ليس إسلاماً». ويوافق تشيشتي على ذلك، لكنه يريد أن يبحث المسلمون عن إرهابيين محتملين، بغض النظر عن أي شيء. ويذكر أن العلاقات بين الشرطة ومساجد برمنجهام قد تحسنت بصورة كبيرة منذ عام 2014، لأن الآباء بدأوا يخافون من أن يغادر أطفالهم المدينة وينضموا لتنظيم «داعش» في سوريا أو العراق. «أصبحت الشرطة مرحباً بها في مجتمعات المسلمين في برمنجهام أكثر مما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات، ما جعل الأمور أسهل بكثير»، بحسب ما قال «ألين». *صحفي أميركي مقيم في أوروبا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©