شهد الأسبوع الماضي حراكاً إعلامياً في فن وكيفية التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة الحديثة والتقليدية، حيث استضافت الإمارة الباسمة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بمشاركة واسعة، ونظمت لجنة دوري المحترفين ورشة التعامل مع الإعلاميين من قبل اللاعبين والإداريين بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وخصصت قناتا الشارقة ودبي الرياضيتان إحدى حلقاتهما الرياضية عن كيفية التعامل مع الإعلام الرياضي في حالات الإنجاز والإخفاق والحيادية والنزاهة. دائماً نتغنى بالشراكة الاستراتيجية بين رياضتنا وإعلامنا نطالبها بالمزيد ونزودها بما نريد، ونحن نعيش لحظات الإنجاز والفرح.. نعزز فيها دور الإعلام ونبادلها الفرحة، وأننا شركاء فيما تحقق. وفي حالات كثيرة نعتبر الإعلام خصماً ونحجب عنه حيثيات ذلك، من منطلق عدم كشف الحقائق وأوجه القصور ونجعله يبحث يميناً ويساراً عن الحقيقة الغائبة عنه، لأننا لا نريد له ذلك وكأن الشمس تغطى بغربال، وأن المعلومة يمكن حجبها متى ما نريد، متناسين أننا في عصر الإعلام التقني والاجتماعي الذي يصل فيها الإعلامي إلى مصادر الخبر بسرعة ويسر وإن غاب في بعض جوانبها الحقيقة. نحن اليوم في عصر الاحتراف.. والاحتراف يتطلب الشفافية والوضوح، فإن تمكن البعض من حجب بعض المعلومات في جزئية عقود لاعبينا المحترفين إلا أنها متاحة وفق الاجتهادات ويتجنب كشفها إلا أن الإخفاقات الرياضية شأنها مختلف. ويبدو أننا لم ننتقل إلى هذه المرحلة في كيفية التعامل مع الإعلام في جانبيه المضيء والمظلم، ولم نهيئ لاعبينا وإداريينا لكيفية التعامل مع متطلبات الحالتين وكم من تصريح زرع السلبية لعدم معرفة الإداري والمدرب واللاعب فن التعامل مع طبيعة ذلك.. لذلك تحرص الحكومة في تأهيل كوادرها للتعامل مع الإعلام في الأزمات كما هي الحال في الإنجازات، وهناك متحدثون في كل مؤسسة، كما أن هناك منسقين إعلاميين في أنديتنا واتحاداتنا يتم تأهيلهم لتلبية متطلبات كل مرحلة. وما تعرض له منتخبنا في مشاركته في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بعد مباراة اليابان الأخيرة وقبلها، كشف لنا حجم الشراكة الغائبة في المؤسسة الكروية والحال لا يختلف عن تعامل الأندية مع حالات مماثلة حدثت هذا الموسم، وكان بإمكان الإعلام أن يكون شريكاً في البحث وكشف الغموض ووضع الحلول الناجحة لتفاديها والعودة مجدداً إلى طريق الصواب في مواصلة النجاح.. فلا نريد أن نكون شريكاً مغيباً بعد اليوم.