أعتذر للاعبين.. فلم نكن نظن أنكم بلا حلم أو طموح.. فهذه شخصيتكم وأنتم أدرى بها! أعتذر للأشباح الذين ظننا لوهلة أنهم نجوم.. أعتذر للقب جيل المستحيل لمنتخب كل طموحه كأس الخليج.. أعتذر لتلك العقود التي حولت المواهب إلى «شوية» أشباه لاعبين! أعتذر للمصداقية والشفافية والحقيقة، فرئيس الاتحاد قال علنياً بالصوت والصورة إن مدرب المنتخب لم يقدم استقالته من قبل، مردداً عبارة «مشكلتنا في زعموا وقالوا».. متهماً فيها من سربوا هذا الخبر، وفي المؤتمر الأخير قال المدرب إنه فعلاً تقدم باستقالته بعد مباراة العراق، فمن نصدق؟! وهل بعد هذا الموقف يمكن أن نثق بأي مسؤول، وكيف يمكننا بعدها أن نثق بمدرب يعترف بأنه فقد السيطرة على غرفة الملابس واستمر في مهمته، فانهالت بفضله الهزائم؟! أعتذر للجمعية العمومية والأندية.. التي اعتقدت أن التغيير أفضل حل، فجلبت لنا اتحاداً لا يستطيع تنظيم مباراة، ولا حتى كيف يوزع التذاكر، فكيف له أن يصعد بنا إلى كأس العالم؟! أعتذر للجماهير التي تفاءلت بالتغيير.. فحل علينا مجلس إدارة يختلف أعضاؤه أين يجلسون على المنصة! أعتذر للشارع الرياضي لأننا نحن الإعلام روّجنا أن منتخب الحلم قادم، وأن الإنجازات قريبة، وأن اللاعبين أصحاب مسؤولية وفي عقولهم حلم، فاكتشفنا أننا كنا أمام خدعة كبيرة! أعتذر للشارع الرياضي لأننا تفاءلنا وسكتنا وأخفينا المشاكل والخلافات حفاظاً على المصلحة العامة، لنكتشف أن لا حد يهتم بهذه المصلحة أكثر من اهتمامهم بصورتهم وبمصالحهم! أعتذر لكل من خُدع بالأرقام والإحصائيات، لنكتشف أن هذا الجيل لم يستطع أصلاً طوال خمس سنوات أن يهزم المنتخبات الكبيرة في القارة لا كوريا الجنوبية ولا السعودية ولا إيران ولا أستراليا، وكأن الفوز على اليابان هو كل الإنجاز! أعتذر لكل متخصص فني صُدم وكاد أن يُغمى عليه بعد تبديلات المدرب في المباراة الأخيرة، يدخل لاعب جناح ويخرج لاعب ارتكاز، وبعدها بعشرين دقيقة.. يخرج مهاجم ويدخل لاعب ارتكاز! أعتذر لكلمة «تحمّل المسؤولية».. فالمدرب استقال بعد أن ورث لنا تركة ثقيلة وخيطا رفيعا من أمل هش قد ينقطع ويسقط في أي وقت! كلمة أخيرة آسف يا بلدي على العبارات الوطنية والعلم والنشيد والشعار، فالوطن أكبر من أن نربطه بكرة يركض خلفها «شوية لاعبين»!