اليوم في سيدني ستكون المواجهة المصيرية بين منتخبنا ونظيره الأسترالي، وإذا كانت ظروفنا صعبة قبل المباراة بعد الخسارة أمام اليابان، يبدو الوضع أصعب لدى الأستراليين الذين تعادلوا في آخر 4 مباريات، كما أن توابع السفر المرهقة بالنسبة لمنتخبنا تبدو أهون منها لدى الأستراليين، ويكفي أننا وصلنا إلى سيدني قبلهم، وهم الذين سافروا من إيران إلى دبي «ترانزيت» ومنها إلى سيدني، وبالتالي تبدو الأمور متشابهة جداً وحظوظنا ليست قليلة، نعم مواجهة صعبة ولكن ليست مستحيلة. جماهيركم عاتبة عليكم، وهل يعاتب إلا المحب؟، ولكن تأكدوا أنهم سيتغلبون على ظروفهم، وفي ظل إقامة المباراة في الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت الإمارات سيحتالون بأي طريقة كانت من أجل متابعتكم، وسيتسمرون أمام أجهزة التلفزيون، سيشجعونكم، سيقفزون عند كل فرصة تتاح لكم، فالهدف واحد، مهما كان حجم السخط والغضب والزعل، هم لا زالوا يثقون بكم ويتمسكون ببقايا أمل. لا تنظروا إلى جدول الترتيب، ضعوا كل تركيزكم في كيفية تجاوز «الكانجارو»، ولا تسلموا بصعوبة المباراة فهي لن تكون صعبة إلا بمقدار ما تصعبونها على أنفسكم، ألم ترفعوا شعار «نعم نستطيع» نريد اليوم ترجمة لكلمات هذا الشعار، هي مباراة مصيرية قد تفتح لكم أبواب الأمل من جديد، وقد تكون نهاية حلم جيل، ولكن الأكيد أن كرة القدم لايوجد في قاموسها مصطلح «مستحيل». مع هذا الجيل عشنا أياماً جميلة، وأياماً صعبة، عشنا الفرحة عندما توجوا أبطالاً لكأس آسيا للشباب، وعشنا الإحباط عندما خرجنا من ربع نهائي كأس العالم للشباب، لم يكن الخروج مستحقاً، وفي آسياد جوانزهو كانت الذهبية من نصيبنا، كنا أجدر بها، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وكان تأهلنا إلى أولمبياد لندن بعد رحلة طويلة ومعاناة، وتوجنا على عرش الخليج، وحصلنا على برونزية آسيا، واليوم تبدو المهمة أصعب، وطالما أن الحلم «مونديالي»، لابد أن يكون العمل على حجم الطموح ولابد أن يكون المهر غالي. يقال إن الضربات القوية تهشم الزجاج ولكنها تصقل الحديد، أنتم لستم زجاجاً والضربة التي لا تقتل فهي تزيد الإنسان قوة، اليوم أنتم أقوى، لا تبالوا بحجم الضغوط، تلك هي شروط اللعبة، الأقوى هو الأكثر قدرة على مواجهتها وتصديرها إلى الخصم، لا نشك لحظة واحدة أنكم تمتلكون القدرة ولديكم الإمكانيات، تذكروا شيئاً واحداً فقط، انتم تحملون طموح وآمال كل شعب الإمارات.