ليس العنوان بحاجة إلى علامة تعجب، فهو ليس استعارة ولا تشبيهاً.. هي الحقيقة التي تتأكد يوماً بعد يوم.. حقيقة تجاوزت الخيال، بعد أن أصبحت دبي ذاتها، شيئاً استثنائياً، يبدو كأنه لا يصدق، لكنه قائم.. لكنه بيننا.. نتجول فيه، ونطالعه، ونفخر كثيراً بالطبع أنها مدينة في دولتنا. أمس، كان الموعد مع كأس دبي العالمي.. مع 30 مليون دولار، تذهب في ليلة واحدة لأصحاب الحظ السعيد، في أمسية لم تصل إليها ليالي ألف ليلة وليلة.. أمسية من زمن الأحلام ودنيا «الجنيات».. أمسية، تليق أن تحمل اسم دبي، وأن تنظمها دانة الدنيا، ولؤلؤة العالم. أمس، وبرعاية وحضور سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تابع العالم أجمع، تفاصيل النسخة الثانية والعشرين من كأس دبي العالمي، والذي احتضنه درة وأيقون المضامير في العالم، مضمار ميدان، في ليلة هي الأعلى شهرة، والأغلى جوائز، والأبهى حضوراً وألقاً وتوهجاً، وهو شأن دبي، التي لا تختلف الليالي فيها كثيراً، فهي ابنة النور، والإبداع، وكل ما هو رائع. وبعيداً عن مجريات السباقات، وتفاصيل الأشواط التسعة، ومن خطف الملايين العشرة، فقد كانت دبي، هي الجواد، الذي يرتع حولنا، غير عازم على التوقف.. دبي هي الفائز مهما أنفقت.. هي البطل مهما تعدد الأبطال.. هي المضمار والإبهار، وكل ما فيها من صنع الكبار. في كل نسخة للكأس العالمية، يقفز السؤال: هل في التصور متسع للجديد.. هل بالإمكان أن تضيف دبي المزيد.. هل من طريق لما هو أبعد من تلك القمم؟ والمدهش أن دبي، تبني دوماً على قمة، وتنطلق من صدارة، وتشيِّد في السماء.. دائماً لديها الجديد والمزيد، وذلك لأنها محور الأحداث.. يسكنها فارس اعتاد تحقيق الأحلام.. لا يقبل الاعتياد ولا ما يستطيعه كل البشر.. فارس وشاعر وسياسي من الطراز الأول، وإنسان يتدفق مشاعر على كل من حوله، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من أطلق الأحلام من عقالها، وتركها تسبح في فضاءات الإمارات، يختار منها كل صباح ما يريد. هنيئاً لدبي، هذا المجد.. وهذا النجاح الذي بات يخطف أنظار العالم.. أمس كان يوماً ننتظره على مدار عام، لنحتفل، ونندهش، ولنطالع على الأرض، ما تفعله «مدينة من الفضاء». كلمة أخيرة: الأحلام مثل الخيول.. لا تسلم قيادها إلا لفارس استثنائي