الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد بنيس يعود في أعماله النثرية إلى الكتابة مستكشفاً محجوباتها

محمد بنيس يعود في أعماله النثرية إلى الكتابة مستكشفاً محجوباتها
25 مارس 2017 21:17
محمد نجيم (الرباط) بأجزائها الخمسة، وفي طبعة أنيقة، أصدرت دار توبقال في الدار البيضاء، الأعمال النثرية التي كتبها الشاعر والكاتب والمترجم المغربي محمد بنيس والتي حملت عناوين: «في الشعر والحداثة»، «الشعر في زمن اللاشعر»، «تقاسم الأيام»، «لغة المقاومات»، «سيادة الهامش». يعالج محمد بنيس، في كتابه هذا كل ما يعيق الحداثة العربية، فبعد «بيان الكتابة»، يرى بنيس، أن تعدد الممارسة النثرية منها ما كان استجابة لسؤال القصيدة، ومنها ما كان إنصاتاً لنداء الذات والمجتمع، ومنها ما كان تفاعلاً مع طلب هذه الجهة أو تلك من الجهات، التي كانت تسعى إلى اللقاء والحوار، ممارسة تأخذ حيناً شكل نص، وشكل دراسة مفتوحة حيناً آخر. ومهما طالت المدة بين نصوص ودراسات الكتاب، فإن محمد بنيس كان حريصاً على تتبع فكرة الكتابة نفسها، ويقول: «أعود إليها كي أستكشف جهة لا تزال محجوبة فيها، سلوكاً من طبيعة الكتابة ذاتها، حيث هي في كل مرة تسعى إلى التذكير بالمستحيل الذي يرافق الكتابة ويُجذّر التأمل والتفكير فيها». كل مقالات هذا الكتاب، تحمل تاريخ كتابتها وحتى مكان نشرها، فهي نصوص تتخلى عن التقاليد المعهودة في كتابة المذكرات، لأن ما تتناوله لا يحكي عن وقائع يحتاج إثباتها إلى وثائق عيْنيّة، هي رصد مشاهدة أو سمع أو قراءة، أي ما يحدث علناً هناك وهنا في أنحاء المدينة، في زمن يتنكر لقيم الحرية والعدالة، مدينة لها اسمها، وربما كانت تشمل المدن جميعاً، من دون تمييز في زمن العولمة، مذكرات كتبتها - يقول بنيس - في فترات كان العالم العربي ينتقل من زمن ترتفع فيه أصوات المطالبين بالديمقراطية إلى زمن الإسلاميين الذين يحاكمون الحداثة بمفاهيم التكفير ويعملون على فرض الجهل بالعنف، وفيها كانت الرجَّة تعلن عن جذور المتعاليات المغمورة بالتراب والحجر، عن نيران طبقاتها السفلى. أكثر من ذلك، يضيف بنيس في توطئة الكتاب: «تجرأت الكتابة على اقتحام خطاب الشطحات، في صيغة سيرة ذاتية. هنا يمتزج خط الحكاية بخط اللاحكاية، يستقبل النثر الشعر، يمسح الامتداد التاريخي للزمن بالانقطاعات والارتدادات، إلى حد أن الماضي والحاضر والمستقبل تتبادل المواقع كما تتبادلها ضمائر الأنا والأنت والهو. وفي كل مرة تظهر الكتابة وكأنها متوحدة بخطاب الأنا ومنفصلة عنه في آن، شطحات تكاد طريقة كتابتها تبني سياجاً حولها، حماية لها من عدوى الالتباس بسواها. بهذه التفرعات المتنامية، اكتسبت الأعمال النثرية وضعيتها المستقلة في لغتها وفي عوالمها، تعني الوضعية المستقلة أن الأعمال النثرية وحرص بنيس على استكشاف فضائها الخاص، فهي ركزت على قضايا الكتابة، وأوضاع القصيدة، وحالات الشعر العربي الحديث، رافقت ذلك كله بتأمل نظري وتعاطف مع الأسئلة. ثم إنها سعت إلى تتبع الحداثة في العالم العربي، من ركن يتلقى فيه رصد الحالات بنقدها. يؤكد بنيس في مطلع كتابه هذا على أن النثر في هذه النصوص «يتجاوب مع الشعر قبل أن يكون انعكاساً لخطاب اجتماعي أو فلسفي، يلتزم تصورات ومفاهيم يصدر عنها وفق منهجية قبلية، كل هذا يستدعي أن أقول إن الأعمال النثرية لم يكن لها معنى خارج مغامرتها الخاصة في الكتابة، ولا تتحقق لها قيمة إلا بفضل ما تقدمه لها القصيدة وما تستقل به عنها».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©