الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزينة... طقس جديد في استقبال المولود

الزينة... طقس جديد في استقبال المولود
30 مارس 2017 09:00
أبوظبي (الاتحاد) تزيين غرف المواليد في المستشفيات ساحة لتنافس نساء يحرصن على وضع تصاميم لتجهيز غرفة استقبال المولود، خاصة إن كان الطفل الأول في العائلة، وقد تتم الاستعانة بخبيرات ديكور لتصل تكلفة تجهيزات الغرفة الواحدة إلى الآلاف، في ظل انتقادات للظاهرة تتهمها بالبذخ والتبذير. مضيفات للخدمة منذ بلوغ حملها الشهر السابع رسمت شيخة سعيد (26 عاماً) خطة لتزيين غرفة المولود في المستشفى، والألوان المناسبة لاستقباله من البالونات والستائر الخاصة إلى التوزيعات والملابس. وتقول إن الزينة تصل إلى وضع سلال الفاكهة والمشروبات الساخنة والباردة، إلى جانب حلويات بحجم صغير من كل الأصناف. وعندما ولد «سالم»، وقف كل من أتى لزيارتها، مذهولاً من ديكور الغرفة، ولم يقتصر الأمر على الزينة، فقد استأجرت شيخة مضيفات لخدمة الزوار من الأهل والأقارب، يستقبلوهم بدهن العود والبخور، ويودعوهم بتوزيعات زينت بعبارات ترحيبية بالمولود الجديد. ولم يختلف الوضع مع مريم البلوشي، وهي أم لـ3 أطفال، وتقول إن الاختلاف في شكل الهدايا وألوانها ونوعياتها يختلف بحسب جنس المولود، فهدايا المواليد الذكور تكون باللون الأزرق مقابل الوردي للإناث. سلال شوكولاتة تبرر البلوشي ذلك الاهتمام المبالغ فيه بغرف المواليد، بكونها تتلقي الهدايا من المهنئين، وتستقبل الأهل والأصدقاء لرؤية المولود، لذا فهي تحرص على تجهيز الغرفة بالمفروشات ذات الألوان الهادئة، ووضع سلال الشوكولاتة والورود والفواكه، بالإضافة إلى الأكسسوارات وعبارات التهاني الخاصة باستقبال المواليد. وتؤكد أمل الزعابي (معلمة تربية فنية) أن تزيين غرف الولادة تحول إلى طقس من طقوس الاستعداد لمرحلة ما بعد الولادة، وتبحث الأم وصديقاتها خلاله عن أفضل سبل تزيين غرفة الولادة في المستشفى والمنزل، وتهيئتهما لاستقبال المولود، لافتة إلى أن موضوع الزينة يحدد منذ معرفة نوع الجنين لتبدأ بعد ذلك مراسم الإعداد والتجهيز، فلكل جنس زينته الخاصة وألوانه المميزة. مبالغ باهظة بدورها، تؤكد خلود الظاهري (معلمة تربية وطنية) أن تزيين غرف الولادة تحول إلى مجال جديد للمنافسة، فأصبحت الكثير من النساء يبدعن في تقديم أفكار مميزة لاستقبال الضيوف، رغم أنه عالي التكلفة، مشيرة إلى أنها قد تصل إلى 18 ألف درهم تزيد بحسب الزينة والتوزيعات. وتقول «لم أبالغ بالاحتفال بمولودي بل قمت بتنسيق الغرفة، وتقديم توزيعات جميلة تناسب مولودتي «شيخة» مع تقديم بعض الهدايا من التوزيعات للضيوف زينت باسمها»، منتقدة المبالغة في الإنفاق على تزيين غرف الولادة، معتبرة أنه من الأولى تحكيم العقل والاستفادة من تلك المبالغ الطائلة، التي تدفع في عملية تزيين الغرف لفترات زمنية محدودة، فما يدفع في تكلفة عملية الولادة نراه يصبح تزيين الغرف أعلى تكلفة من الولادة نفسها. مسؤولية المستشفيات تنتقد ميثاء عبدالله (ربة منزل) هذه التقليعات التي تفتقر إلى المنطق والعقلانية، موضحة «الكثير من النساء يزين غرف الولادة بمبالغ طائلة، وبمجرد أن يغادرن المستشفى يصبح مكان الزينة القمامة». وتطالب ميثاء إدارات المستشفيات بوقف هذه الممارسات، مراعاةً لظروف نساء يلدن في العنبر نفسه، وربما يكن متعثرات مادياً. وتتفق سلوى محمود (موظفة إدارية) مع ميثاء، وتقول إن ما ساعد على انتشار تلك الصرعات هو تساهل إدارات المستشفيات، لا سيما الخاصة، حيث تسمح قوانين كثير منها بمثل هذه الممارسات، رغبة منها في إرضاء أهل المولود، وفي المقابل زيادة أيام الإقامة ما يدر على المستشفى مزيداً من الأموال. وترى أنه من الضروري أن تضع الجهات المشرفة على القطاع الصحي حداً لهذه الصرعات، التي تعكس صورة سلبية عن المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©