لأن القراءة شجرة ترفرف عند الألباب، ولأن القراءة جناح الحياة يطلق بوحه في الفضاءات الوسيعة، ولأن القراءة موجة توشوش أسماع السواحل، ولأن القراءة وردة تنثر عطرها في مسام الخلائق، ولأن القراءة مفتاح الأبواب المغلقة، ولأن القراءة قلم الأوراق الممتلئة وجداً ووجوداً، ولأن القراءة قطرة المطر على جبين الأرض. لأن القراءة سحابة تظلل الأحداق والأشواق، لأن القراءة كائن حي يسرد قصة البقاء في أحضان حضارة موغلة في الاخضرار، لأن القراءة المسافة ما بين النبض والوريد، لأن القراءة منطقة منزوعة الجهل والخرافة، لأن القراءة شحنة إيجابية في تلافيف العقل، لأن القراءة بنت الإرادة أم السعادة، لأن القراءة صعود إلى النجوم، لأن القراءة كشف عن الذات، لأن القراءة جمع لا يقبل الطرح، لأن القراءة ذهاب مؤزر بالعزيمة إلى شغاف المجد، لأن القراءة كل هذا، فقد أعلنت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة مبادرتها الرائدة بتعميم القراءة في الأحياء، يذهبون إليهم في أفنية منازلهم، بين الأزقة، وفي الأحياء المكتظة بالشوق إلى كلمة مثمرة وعبارة مزدهرة وكتاب يضم بين دفتيه عصارة عقول اجتهدت وبذلت لكي تضيء الدروب بشموع لا تنطفئ وشعلات لا تخبئ وميضها. بهذه المبادرة النيرة، تحقق وزارة الثقافة وتنمية المعرفة أهداف السعادة الحقيقية، مزملة بالوعي والسعي لمناطق في الجغرافيا، وقارات في التاريخ، وبهذه المبادرة يؤسس الوطن لجيل قرائي لا يسكب تعبه في المتاهات، وإنما يصب الرحيق في مناحي الحياة المختلفة، ليعلن للعالم المطفأ بأوبئة التخلف أن في زاوية من التضاريس تكمن نجمة تبعث بالضوء لكي تنير سماء الآخرين، ولكي يتخلص الكون من أوثان عصور ما قبل التاريخ، وتتحلى النفوس بقلائد الفرح والتفاؤل.. بالقراءة تزهو الأمم وتزدهر الشعوب ويضاء الوجود بكلمة نافعة، مثل شجرة يافعة جذرها في الأرض وفرعها في السماء. هكذا هي الإمارات اليوم أخذت على عاتقها قيادة العالم إلى فضاء رحيب، أشجاره الوارفة أناس ممتلئون بالحب يفيضون بالإيثار، ذاهبون إلى أقصى مدى في العطاء، وأول العطاء كلمة طيبة تطرأ أو تقال أو تكتب لأجل أن يندحر الحقد، وتذهب الكراهية إلى جحيم أصحابها.. هكذا هي الإمارات، ريانة بالهوى، مشبعة بالرهافة والشفافية، تعطي بكل صدق وتفانٍ، وأول العطاء القراءة لأنها مجرى النهر الذي تسبح فيه طيور السعادة، وتطل فيه أشجار الإرادة، فشكراً للعاشقين. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae