فكرت ألا أكتب اليوم.. استدعاء الكتابة ليس هيناً، حتى لو كانت المشاعر غزيرة.. أحياناً تكون تلك الغزارة سبباً كافياً لعدم قدرتك على الإمساك بشيء.. تتقافز صور في رأسك.. تتزاحم معاً.. تتشكل من ألوان شتى، معظمها أبيض وأسود، وبقية من ألوان، لكنك لا تدري في النهاية، ماذا تشكل تلك الصورة بالضبط. هذا ما يفعله بنا المنتخب.. هو «الهذيان» الذي عنيته، وأنا أكتب منذ ثلاثة أيام، أمهد لمباراتنا مع اليابان.. إنها اليوم.. نعم اليوم، وقبل أن ننام، سيصبح هذا السر الغامض في رحم القدر معلوماً للجميع.. الليلة، وقبل أن ننام، سنعرف كم بقي من حلم المونديال. أتجنب القراءة قدر الإمكان للخبراء والمحللين، ليس تقليلاً منهم، ولكن لأنهم ليسوا خياراً صائباً في فترات الغموض تلك.. هم يزيدون الأمر غموضاً.. تتأرجح معهم، بين من يستدعي الأمل بقوة، ومن يحبطك بقوة.. بين من يقدم مبررات أنك الأفضل، ومن يقدم مسوغات أنك لا تستحق.. لذا أغلق نفسي على ما تظن نفسي، وأكتفي باستدعاء مشاهدي الخاصة، وبعض من تاريخ، وحكايات علمتنا الكرة أنها ليست على حال واحدة. ظني أن مواجهة اليوم، لن تحسمها سوى الأخطاء.. أخطاؤهم أو أخطاؤنا.. نحن وهم سنكون في غاية الحذر، رغم هذا الميل الذي تفرضه المعطيات إلى الهجوم.. لكن «الأبيض» و«الساموراي» يعلمان ماذا تمثل تلك المواجهة، وكل ما يتلوها.. سيكون الانضباط سيد الموقف كثيراً، وبقدر الصمود ومواصلة الانضباط، يمكنك أن تتفاءل، وأول خطأ أو الثاني، يحدث هنا أو هناك، سيكون كفيلاً بتغيير المواقف والفرص، وربما ينقل المباراة بأسرها إلى حالة أخرى. «الأبيض» ليس هيناً، لكننا نحن من نظن ذلك أحياناً، وقوة منتخب اليابان الكبرى في جماعيته، وانضباطه، وأدائه «الآلي» إلى حد ما، وكأنه من ألعاب «الفيديو جيم»، لكن الثابت حتى الآن أننا تفوقنا عليه، وإذا كانت مباراة الذهاب باتت من الماضي، فإن الماضي قد يكون عنواناً لما لديك.. عنواناً لإرادة بإمكانك أن تستدعيها من جديد. قلبي مع اللاعبين اليوم.. أعلم كم يقاسون، وأعلم أننا مهما كانت أدوارنا لا نملك سوى الكلام، والأحلام، وأنهم من يفسرونها، ولكن ألا يكفيهم أن يكونوا نقطة الضوء البعيدة، والنافذة في جدار الأمل، والشجرة الوارفة، التي تستظل فيها الروح.. ألا يكفيهم، أنهم أمل وأمنية.. وهم أيضاً أغنية. كلمة أخيرة: حضور الجمهور اليوم ليس اختياراً.. في استاد هزاع بن زايد الليلة.. ينتظركم نشيد وعلم Mohamed.Albade@alIttihad.ae