مضت تسعة أسابيع على تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، والواضح حتى هذه الساعة أن أحداً غير قادر على إعطاء رأي أو توقع محدد لأداء ترامب وقراراته المستقبلية، بل ومستقبل علاقات الولايات المتحدة بقضايا وبدول العالم! فالشك والترقب هما سيدا الموقف، وذلك عكس الموقف من الرئيس السابق أوباما الذي يتفق الجميع على أن سنوات حكمه كانت عجافاً - على الأقل بالنسبة لدول الشرق الأوسط - وكانت سيئة بالنسبة للمنطقة، وفي جلسات المؤتمر السنوي الـ «22» لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الذي بدأ يوم أمس بعنوان «المنطقة إلى أين: تحديات أسعار النفط» كان الاختلاف على الرئيس ترامب واضحاً، بين حماس وتفاؤل المؤيدين له، وعلى رأسهم السفير الأميركي المخضرم سام زاخم الذي يرى في ترامب مستقبلاً جيداً للعرب وللعالم، وبين آخرين متشائمين أو متحفظين على أحسن تقدير، وهؤلاء لا يَرَوْن من ترامب غير مواقفه المترددة، وفِي بعض الأحيان مواقفه التي لا تتوافق مع أقواله، والتي تعطي انطباعات سلبية وغير مبشرة في المستقبل، وخصوصاً فيما يتعلق بالقضايا العربية. بالنسبة للعرب، فإنني أرى أنهم لا يجب أن يتطيروا ولا يستبقوا السوء، فنحن بأمس الحاجة إلى العمل والتحرك المتوازن والتنسيق الكبير فيما بيننا لتحقيق مكاسب خلال فترة رئاسة ترامب، فبعد أول لقاء له مع مسؤول عربي، وهو ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والذي كان إيجابياً حسب المتابعين والمعلقين، علينا أن «نعمل» بتفاؤل، وخصوصاً أنه خلال فترة وجيزة سيلتقي ترامب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ولا شك أنه لقاء في غاية الأهمية بالنسبة لمصر وللعرب والمسلمين كذلك.. وهنا أتساءل ويتساءل الكثيرون غيري: هل هُناك أي نوع من التنسيق بين من يلتقي الرئيس الأميركي وباقي العرب؟ هل يحمل المسؤول العربي الذي يلتقي الرئيس الأميركي ملفات خاصة فقط أم أنه يحمل ملفات تهم أمته ودول منطقته؟ وهل تكون وجهات النظر العربية التي تصل من مختلف القيادات العربية التي تلتقي الرئيس الأميركي الجديد متشابهة ومتناسقة حتى تحدث التأثير أم أن كل واحد يذهب، وكل همه مشاكله القطرية، فتكون وجهات النظر متعارضة؟ هذه تساؤلات كل مواطن عربي بعد أن اكتشفنا أننا كعرب لا نستفيد من الفرص، فيمكن لأي زعيم عربي يلتقي الرئيس الأميركي أن يضع أولوياته، وقد تكون مصالحه القطرية مهمة، لكنه في الوقت نفسه يفترض منه أن يستفيد من فرصة الاجتماع - التي قد لا تتكرر - في أن يعطي قضايا الدول العربية نصيباً من الدعم، ويفترض أن يكون الموقف العربي موحداً تجاه الملفات الرئيسيّة، وهي: الإرهاب وجماعات الإسلام السياسي، التدخلات الإيرانية في المنطقة، ملف فلسطين، الملف السوري، الملف اليمني والملف الليبي.