الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيادات تربوية: منصة «مدرسة» استئناف عملي لحضارة الوطن العربي

قيادات تربوية: منصة «مدرسة» استئناف عملي لحضارة الوطن العربي
17 أكتوبر 2018 01:30

دينا جوني (دبي)

أكدت معالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، أن «مشروع تحدي الترجمة» الاستثنائي بدأ يجني ثماره، ويحقق نتاجات مميزة ومهمة للغاية في أهدافه المستقبلية، من خلال إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، منصة «مدرسة» للتعليم الإلكتروني، والتي تأتي أداة داعمة تكرس لمسارات مثلى لطرق التعلم الفعال.
واعتبرت أن مبادرة بهذا المضمون العلمي القيم الذي يتضمن 5 آلاف محتوى رقمي مترجم للعربية، بجانب هذا الكم الكبير من المستهدفين الذي يصل إلى 50 مليون ألف شخص، ستسهم في نشوء واقع إثرائي جديد لمصادر التعلم والمعرفة المتوافرة، مشيرة إلى أنها ستشكل معيناً دائماً للباحثين من الطلبة عن العلوم والمعرفة والأبحاث القيمة في مواد مهمة، تتمثل في العلوم والرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء، وهو ما يأتي استجابة لتطلعات قيادتنا الرشيدة في خلق حراك تعليمي لا يقتصر على دولة الإمارات فحسب، وإنما يشمل عالمنا العربي، لنستأنف معاً خطى التميز الحضاري الذي كنا كعرب الرائدين فيه عالمياً، وبالتالي عودة الألق والزخم المعرفي لأجيال المستقبل التي يقع على عاتقها تعزيز مقومات النجاح الذاتي، من خلال فتح مداركها على منابع العلم، وتشجيعها على التعلم والتطور، ومواكبة المتغيرات العصرية العالمية.
وذكرت معاليها أن قيادتنا الرشيدة لا تدخر وسعاً في بناء لبنات الوطن والأمة، من خلال تحقيق أفضل البيئات التعليمية، لافتة إلى أن هذه المبادرة سيكون لها مردود قيم وكبير على طلبتنا، وكل المهتمين في التعليم والتعلم وتتبع مصادر المعرفة، وسنلمس هذا الشيء من خلال واقعنا المعرفي الذي نراه يبشر بالخير، في ظل قيادة استثنائية حريصة كل الحرص على بقاء أجيال المستقبل على اطلاع دائم بكل ما هو جديد ونافع.

أدوات العصر
وقال مروان الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية في التعليم العام: إن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، منصة «مدرسة» الإلكترونية التعليمية والتي تعدّ الأكبر من نوعها على مستوى العالم العربي، ضمن مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، أشبه بالهدية التي تقدمها الإمارات لجميع الناطقين باللغة العربية في العالم، تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة التي تضع التعليم في سلم أولوياتها على المستوى الوطني والمستوى العربي. وقال: إن هذه المنصة ستعطي الفرصة للطلبة من مختلف المراحل التعليمية لترسيخ فهمهم للنظريات العلمية بطريقة سهلة ولغة مفهومة وأسلوب هو أقرب للتطبيق على أرض الواقع. وأكد أن مرحلة استئناف الحضارة التي تتبناها القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تبتعد تماماً عن القوالب التقليدية، وتأخذ بيد الطالب باستخدام أدوات العصر ورؤية المستقبل.

مكانة اللغة العربية
بدوره، قال الدكتور عبدالله الكرم رئيس مجلس المديرين مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية: إن إطلاق المنصة التعليمية الإلكترونية والتي تعد الأكبر عربياً يسهم في تعزيز التعليم المستمر عبر إتاحة مصادر المعرفة للطلبة في أي مكان وفي كل وقت، فضلاً عن دورها في تعزيز مكانة اللغة العربية ضمن منظومة المحتوى التعليمي الرقمي عالمياً، مشيراً إلى أن المنصة التي سيستفيد منها حوالي 50 مليون طالب وطالبة عربياً، والتي تتواكب مع عام زايد، تعكس خطى واثقة لدولة الإمارات في رحلة استئناف الحضارة، وتمكين الأجيال الناشئة في الوطن العربي نحو امتلاك مهارات المستقبل.
بدوره، عبّر الدكتور عبد اللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا، عن فخره كإماراتي وعربي بمشروع «مدرسة» التعليمي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، كإحدى مبادرات سموه الرائدة والتي يحرص على توجيهها للعالم العربي، بما يعكس فكر ورؤية القيادة الإماراتية المؤمنة بأهمية العلم في بناء الإنسان من أجل رفعة ونهضة الأوطان.
وأضاف أن مشروع «مدرسة» الذي سيستفيد منه 50 مليون طالب عربي حول العالم، لا يعزز فقط الجانب التعليمي، بل يقدمه كمحتوى رقمي متطور يتناسب مع جيل اليوم «جيل الآيباد»، مما يشجع على الاستفادة منه، والمميز أيضاً في المبادرة أن المحتوى التعليمي يقدم باللغة العربية وبأعلى جودة مما يعزز مكانة اللغة الأم في تدريس العلوم الحديثة وإعداد أجيال المستقبل، مؤكداً أن هذه المبادرة تأتي إضافة جديدة إلى سلسلة مبادرات دولة الإمارات التي توجه لأجيال المستقبل في وطننا العربي، لتساعدهم على اتخاذ العلم والمعرفة جسراً قوياً لتحقيق أحلامهم والتفكير في بناء أوطانهم.
وأكد الدكتور الشامسي، أن الإمارات بقيادتها الحكيمة ستبقى دوماً داعماً قوياً لبناء الإنسان العربي وإعداده وفق أعلى المعايير والإمكانات لمساعدته على التسلح بالعلم الحديث لمواكبة التطورات العالمية، حيث تمثل كل مبادرة رسالة للعالم بأن الإنسان العربي قادر على النجاح والإنجاز.

المخزون المعرفي
وأفادت شريفة موسى رئيسة مجلس إدارة جمعية المعلمين بأن المنصة تعد ترجمة واقعية لاحتياجات المستقبل، من العلوم والمعارف الحديثة، الأمر الذي يسهم في ارتقاء الفكر الطلابي، وحثهم على البحث والاستقصاء والتعلم، ورفع سقف مخزونهم المعرفي في مختلف المواد المستهدفة. وقالت: إن جمعية المعلمين بكامل كوادرها التربوية، تدعم تلك المبادرات، لبناء أجيال المستقبل، وتركز على إعداد المعلمين في الميدان التربوي، لمواكبة تلك الخطوات المتسارعة من التقدم والتطور العلمي، لتكون لهم إسهامات فاعلة، تترجم التوجهات الحديثة في التعليم، فضلاً عن تعزيز المحتوى الرقمي للغة العربية عبر «الإنترنت»، لتنافس بقوة اللغات العالمية ومحتوياتها، وأضافت: إن المنجزات الحضارية تقاس بما تمتلكه الأمم من قيم ومعارف وعلوم رافدة لمسارات تقدمها.


تمكين الطلبة
وكشفت سارة النعيمي مدير مشروع محمد بن راشد للتعليم الإلكتروني العربي أن المرحلة المقبلة من منصة «مدرسة» الإلكترونية التعليمية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ستركّز على توفير المحتوى التعليمي الإلكتروني باللغة العربية من دون الحاجة لاستخدام الإنترنت، وذلك لتمكين الطلبة الذين يعيشون في المناطق النائية التي لا تتوافر فيها بنى تحتية تقنية، من الاستفادة من المبادرة. وأكدت -في تصريحات على هامش حفل إطلاق منصة «مدرسة» في مدينة جميرا أمس- أن مشروع تحدي الترجمة بصدد إطلاق مزيد من الحلول الموجّهة للطلبة في المناطق المحرومة قريباً، لكي لا يبقى طالب عربي خارج دائرة المستفيدين من التعليم الإلكتروني المجاني. ولفتت إلى أن المشروع بصدد توقيع اتفاقيات مع منصات جديدة لعرض الفيديوهات التعليمية المصوّرة، علماً بأنها في الوقت الحالي متوافرة على موقع «يوتيوب». وأشارت إلى أن المشروع تلقى حوالي 52 ألف طلب من متطوعين، اختير منهم 300 في مجالي الترجمة والتسجيل الصوتي. وقالت إن مصدر المواد المصوّرة هو أكاديمية خان العالمية التي تتوافر موادها في 35 لغة والتي تعدّ من أهم المصادر العلمية الإلكترونية المفتوحة. بدوره، قال الدكتور وليد العلي مدير مشاريع ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية: إن المرحلة المقبلة ستشهد أيضاً تزويد المنصة بمحتويات علمية أكثر تفاعلية، مع الحفاظ على معايير ضبط الجودة التي يعتمدها مشروع تحدي الترجمة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.

ألف دولار لألف يوم
لا تكتفي منصة «مدرسة» بتوفير محتوى علمي إلكتروني مجاني لملايين الطلبة المتحدثين باللغة العربية، بل أطلقت أيضاً أكبر مسابقة تعليمية تمتد لألف يوم تحت شعار «تعلم.. أجب.. اربح». إذ ستطرح المنصة سؤالاً واحداً يومياً يتعلق بمحتوى أحد الفيديوهات، وفي نهاية اليوم سيتم اختيار فائز واحد من بين المستخدمين الذين أجابوا بشكل صحيح عن السؤال، والذي سيحصل على جائزة بقيمة ألف دولار.

الحمادي: المنصة رافد تعليمي مميز لأجيال المستقبل

أشاد معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، بالخطوة الرائدة التي تمثلت بإطلاق منصة «مدرسة» للتعليم الإلكتروني، والتي تأتي كمبادرة رائعة ضمن «مشروع تحدي الترجمة»، مشيراً إلى أن هذه المنصة ستشكل رافداً تعليمياً مميزاً لأجيال المستقبل لكونها تستوعب وتستهدف عشرات الملايين من المهتمين والطلبة والباحثين ورواد العلم وغيرهم. وأضاف معاليه: «إن هذه المبادرة التي تتضمن أحدث مناهج التعليم العالمية من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، وتضم مواد العلوم والرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء كافة مترجمة إلى اللغة العربية، سوف تشكل إضافة نوعية للمخزون المعرفي والعلمي في الوطن العربي». وقال معاليه: «إن هذه رسالة جديدة ملهمة للشعوب والأجيال، حيث يؤكد من خلالها سموه أن التعليم سيظل الرهان الحقيقي لأي تطور، وأن مستوى تقدم الأمم وبقائها في الطليعة وقدرتها على المنافسة الحقيقية في عالم يتسم بالتنافسية الشديدة والتسابق نحو تحقيق المنجزات العلمية، مرتبط بقدرتها على توفير البيئة التعليمية المحفزة والاستثمار بالتعليم وجعله الشغل الشاغل، بجانب حث الأجيال على التعلم المستمر».

الفلاسي: نقطة تحول في مسيرة المنظومة التعليمية

أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، بمناسبة إطلاق منصة «مدرسة» للتعليم الإلكتروني العربي، أن دولة الإمارات أصبحت مثالاً يحتذى به في الاستثمار في بناء الإنسان ليس فقط على مستوى الدولة، بل على مستوى الوطن العربي والعالم، مواصلة دورها الريادي في نشر المعرفة، لتشكل نموذجاً ملهماً في تسخير الإمكانات المتاحة، لبناء أجيال متسلّحة بالعلم، تواكب التطور الحضاري والفكري.
وأضاف معاليه: يُشكّل إطلاق منصة «مدرسة» نقطة تحول في مسيرة المنظومة التعليمية الموجّهة، لبناء قدرات الطلبة في العالم العربي، حيث إنها تعد بيئة معرفية غنية ذات مصادر علمية موثوقة، وستتجاوز هذه المنظومة الحدود بين الدول وستقرّب المسافات لتصل إلى منزل كل طفل عربي، وتعينه على النهل من مصادر المعرفة، مما سيشكل حافزاً للطلبة لمتابعة مسيرتهم الدراسية وتحصيلهم العلمي، مستفيدة من تقنيات المستقبل في خدمة أجيال الغد».

سميرة النعيمي: ثروة مستقبلية تخدم الشعوب العربية

أكدت الدكتورة سميرة النعيمي، نائب مدير جامعة محمد الخامس -أبوظبي للشؤون الإدارية والمالية، أن مشروع «مدرسة» يعدّ مشروعاً عظيماً يعكس ريادة دولتنا الحبيبة في قيادة التغيير لمستقبل أفضل وأسعد للأمة العربية، كما يظهر حكمة قيادتنا الرشيدة ونظرتها الثاقبة، وإيمانها بأن التعليم هو الأساس في تنمية المجتمعات، ورقي أفرادها، واستدامة التنمية مع تحقيق معايير السعادة للشعوب.
وأكدت، أن تعريب المناهج العلمية الحديثة وإتاحة العلوم والمعارف والمصادر العلمية للطالب العربي عمل جبار، يستحق كل التقدير والدعم لاستمراره وتطويره، فهو يشكل ثروة مستقبلية وميراثاً علمياً يخدم كافة الشعوب العربية.

اختار مشروع «تحدي الترجمة» المواطنة العنود جمعان البريكي كمتطوعة ضمن فئة التسجيل الصوتي للمواد التعليمية المصورة. وقالت البريكي إنه على الرغم من تخرجها العام الماضي في اختصاص الهندسة الكيميائية من جامعة خليفة في أبوظبي، فإنها تهوى التقديم الإعلامي سواء عبر الراديو أو في المسرح والمناسبات، وحين سمعت بمشروع تحدي الترجمة لم تتردد في تقديم طلب عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع، والذي أرفقت معه تسجيلاً صوتياً قصيراً، واختيرت بعدها على إثره من قبل الفريق المشرف على المشروع. وقالت إنها قدّمت مشروع تخرجها العام الماضي مع بدء العمل في تحدي الترجمة، إلا أن ذلك لم يثنها عن تقديم أفضل ما عندها في هذا المجال، مؤكدة أنها في كثير من الأحيان كانت تأتي إلى دبي 3 مرات أسبوعياً لتسجيل صوتها في حي دبي للتصميم. وأضافت أنه في حال عدم تمكّنها من العمل على التسجيل خلال أيام الأسبوع، فإنها كانت تعوّض ذلك في عطلة نهاية الأسبوع، علماً بأن التسجيل في مشروع تحدي الترجمة هو عمل تطوعي اختياري لا التزام فيه سوى الالتزام الوطني والأخلاقي.
وعن الحافز الذي دفعها للمشاركة، قالت البريكي إنها خلال مرحلة الدراسة في التعليم العام، كانت تعاني إيجاد محتوى يساعدها على فهم المادة العلمية التي تدرسها باللغة العربية، وهو تماماً عكس ما حدث لها خلال الدراسة الجامعية. فمواد الاختصاص تدرس باللغة الإنجليزية والتي يمكن إيجاد ألوف المصادر العلمية الغنية بها، الأمر الذي سهّل من دراستها الأكاديمية.
أما أمل الملا، خريجة قسم الإعلام في جامعة زايد في دبي، والمتطوعة في التسجيل الصوتي، فقالت: إن جامعة زايد الحكومية لا تتطلب من المواطنين دفع أي رسوم، لافتة إلى أن التطوع في مشروع تحدي الترجمة شكّل فرصة لها لردّ الجميل للقيادة الرشيدة في الدولة، والمشاركة في العطاء على مستوى أوسع من نطاق البلد.
بدوره، قال إبراهيم السعافين مدرس رياضيات في إحدى المدارس النموذجية في الشارقة والمتطوع كمترجم محترف في مبادرة «منصة»، إن ترجمة النصوص العلمية لا تتم بشكل حرفي، وإنما يقدّم المتطوع خلاصة خبرته العملية ومعلوماته من خلال تسهيل المفاهيم العلمية وتقريبها للطالب بلغة سلسة.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©