يظن البعض أن رياضة الهجن مجرد مضمار تركض من خلال «الجمال» بكل أنواعها وأعمارها وسلالاتها، ويفوز فيها من يصل أولاً.. وقد يعتقد البعض أن هذه الرياضة سهلة، والربح فيها للجميع، وأن تنظيم سباقاتها لا يحتاج سوى توفير بعض الأدوات البسيطة والسلام. ولكن هذه النظرة خاطئة، فهي رياضة صعبة وشائكة ومعقدة في تفاصيلها، وهي أيضاً متطورة في تنظيمها ومهرجاناتها، في هذه الرياضة هناك رجل تنفيذي يقوم بمهامها الصعبة، يتابع الالتزام بالقواعد، ويحرص على تحقيقها، وتمكن من تحويلها بفضل دعم القيادة إلى مهرجان اجتماعي وعائلي ورياضي يشارك فيه كل أطياف المجتمع، هو معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، والذي يترأس أهم قطاعين لهذه الرياضة، وهما اتحاد سباقات الهجن ونادي أبوظبي لسباقات الهجن، تعلم هذا الرجل من الراحل الكبير المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس النهج الجديد لرياضة الهجن، فنهل منه كل فنون الإدارة والحلم في التعامل مع الناس، وأيضاً حب الهجن، وكانت النقلة المستحدثة لرياضة المضامير بيد معاليه، وباتت هذه اللعبة اليوم تحمل بُعداً مختلفاً ورسالة مجتمعية ومسؤولية تراثية تأصل من خلالها حياة الأجداد. لهذه الرياضة قواعد صعبة ومعايير خاصة ومراكز طبية منظمة وفئات متعددة ومتشعبة ولوائح موثقة، حولت اللعبة من مجرد سباق بين «النوق» إلى فعاليات حقيقية تنافس أكبر المناسبات الرياضية المحلية من ناحية الحضور الجماهيري والتنظيم الإداري والاهتمام الإعلامي، ورصدت لها جوائز عديدة جعلت المنتصر فيها يشعر بقيمة ما يقوم به طوال مراحل التحضير حتى يصل للناموس. هذا الرجل بات اليوم أحد رموز هذه الرياضة، فهو بفضل دعم ومتابعة القيادة الرشيدة، كان المكلف الأول والأفضل لتحويل مسار «الهجن» إلى ما وصلت إليه الآن، ولكم أن تتابعوا على الشاشة كيف بات الحضور، وكيف أصبحت تتوارث اللعبة، وكيف أصبح التنظيم عالياً واحترافياً لرياضة أصيلة في سمعتها ومتطورة في نهجها وتنظيمها. معالي الشيخ سلطان يحرص على أن يوجد في كل مكان تمارس فيها هذه الرياضة، ويتابع المنظمين ميدانياً، فحرصه على نجاح هذه الرياضة همٌ يجري في دمه ويسري في عروقه، وها هو اليوم يقدم نموذجاً يدرس ويقدم بالمجان للكثير من الاتحادات والهيئات الرياضية في طريقة تنظيم وتطوير ومواكبة الزمن لرياضة أساسها تراثي. كلمة أخيرة حين يُشرك «بوحمدان» الجميع في نجاحات عمله، ويتحمل وحده أي خلل أو خطأ، فهذه صفة لا تتعجب حين تراها في رجل تربى في «مدرسة زايد».