لا داعي لكل تلك الدعاية السوداء، وذلك الذعر الذي تعيشه الجارة إيران من المناورات العسكرية المشتركة «حسم العقبان 2017»، والتي بدأت أمس الأحد في دولة الكويت، وتشارك فيها خمس دول خليجية مع الولايات المتحدة الأميركية.. فمناوراتنا ليست عدوانية، وليست ضد أحد، كما يريد أن يفهمها البعض، فدول الخليج العربي كانت وستبقى ملتزمة بالسلام، ولكنها لن تكون غافلة عن العابثين، وستكون مستعدة دائماً لأي محاولة غدر أو اعتداء. الدول المتقدمة والحكومات التي تعمل من أجل خير شعوبها وتنمية دولها تعرف تماماً أهمية التدريب العسكري والتمارين الميدانية بين الفترة والأخرى للمحافظة على المكتسبات وحماية المنجزات، وتعتبر التمارين العسكرية المشتركة من أهم العناصر التي تقوم عليها القوات المسلحة لتنفيذ مهمتها الأساسية في الدفاع عن الأوطان، فلا يمكن لأي قوة عسكرية غير مدرّبة أن تواجه أي عدو، فضلاً عن أن تحقق النصر مهما امتلكت من أسلحة حديثة ومتطورة، لذا فإنه في كثير من الأحيان يكون للتدريب الجاد والناجح الدور الحاسم في تحقيق الانتصارات. وفِي مقابل هذه الأهمية العسكرية للتدريبات المشتركة، التي تساعد على اكتساب الخبرات وتبادلها ورفع الكفاءة والحرفية العسكرية لدى الجنود، هناك جوانب سياسية مهمة يفهمها الجميع، فغالباً ما يكون الهدف النهائي من وراء التدريبات المشتركة توجيه رسالة رادعة لطرف ثالث يعبث مع الدول المشاركة في التمرين، ومفاد هذه الرسالة هو أن هذه الدول تعمل بصورة عالية من التنسيق وأنها تمتلك كفاءة عالية في الميدان، وأنها قادرة على حماية أوطانها من أي اعتداء. قواتنا المسلحة في دول مجلس التعاون الخليجي منذ أصبحت لها جيوش نظامية، وهي مستمرة في مثل هذه التمارين، التي بلا شك أنها ترفع من كفاءة وجاهزية جنودنا وقواتنا المسلحة، وفي هذه الظروف الحساسة والخطيرة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط تعتبر هذه التمارين المشتركة ضروريةً جداً، وفِي دولة الإمارات ندرك أهمية هذه التمارين، فقد جنينا ثمار تدريب قواتنا المسلحة، فقد أبهر جنودنا البواسل العالم في حرب اليمن لما يمتلكونه من كفاءة وانضباط وشجاعة مكّنتهم من تحقيق انتصارات متتالية وبحرفية عالية. مناورات «حسم العقبان» المشتركة التي تستمر ثلاثة أسابيع في الكويت والتي تضم فيها جيوش خمس دول خليجية هي الإمارات والسعودية والكويت والبحرين وقطر بالتعاون مع القوات المسلحة الأميركية تعتبر الأكبر من نوعها على المستويين الإقليمي والعالمي، وتشارك في هذه التمارين مختلف قطاعات الجيش ووزارات الداخلية والحرس الوطني ووزارات ومؤسسات مدنية من دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى قوات درع الجزيرة، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة.. وهذا التمرين رسالة جديدة قوية ومباشرة لكل من يحاول أن يشكك في وحدة وقوة وتماسك التحالف العربي.