بالعلم نرتقي، وبالعلم نتقي شر التخلف والتزلف، بالعلم نكون نحن ولا نكون هم، لأننا بالعلم نعي ذاتنا، ونحيط بأحوالنا ونعلم أننا موجودون على البسيطة نستفيد من مقدرات الأرض ومما توحي لنا به السماء، فأمة تتعلم، أمة تستدعي الماضي وتحضره في الحاضر ليكون المستقبل تقريباً مستجيباً لطموحاتنا. في هذا المجال أكد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي خلال حضوره ملتقى مديري المدارس أن «قطاع التعليم يشترك مع الثقافة في صياغة المستقبل». نعم، فنحن في حياض التعليم وتحت سقف الثقافة نكون قد عبرنا المحيط الإنساني ودخلنا سواحل المعرفة واستوعبنا كيف تنسج الشمس خيوط الوعي لتزيح الظلام عن منازلنا وعرفنا كيف يستدير القمر حول الغيمة الداكنة ليرسل شعاعه الفضي ويضع على النحور قلادات الفرح، فالعلم نور ونور العلم كاشفات تضيء صفحات الحياة، والحياة كتاب نحن الذين نفتح صفحاته لنقرأ كل ما يطرأ على بال النجوم تبدأ في التفكير كيف تنثر لآلئها على الأرض وكيف توزع أسرار الكواكب الأخرى في فضاءات الكون الفسيح، العلم مفتاح الأبواب المغلقة، هو موجة توشوش للسواحل كيف يدور في خلد البحر وماذا يجيش في خاطر الزعانف، وهي تخوض معارك المصير، وإثبات الوجود، العلم قامة الرجال وشموخ الجبال، وصفة الذين يحلمون كيف يزخرفون الحياة بحروف لا يغشيها الضباب ولا يغشيها السراب ولا يفشي دلالاتها اليباب، العلم ديدن القيادة الرشيدة وناموسها وقاموسها، به تسرج خيول المعرفة لأجل وطن يشيد أركانه أبناؤه الأوفياء ويقوم على نهضته من ينتمون إلى النبل والانتماء. العلم يضع العقول في وعاء معدنه من ذهب، إن أجليته لمع، وإن حفظته نفع، وإن وظفته لخدمة الوطن طلع كبدر في الليالي المظلمات، هذا ما تسعى إليه القيادة، وهذا ما شدد عليه سمو الشيخ هزاع بن زايد، وهذا هو المنطق الذي بنت عليه الحضارات الإنسانية الكبرى، أسوارها الشاهقة، العلم يشذب الوجدان ويرتب معاني الإنسان، ويهذب التفاصيل الدقيقة في الأشجان، ويمنع الأدران والأحزان، ويصقل البيان ويسدد البنان نحو رايات أبعد من أخمص القدم بملايين الأميال.. العلم هدف الإمارات وحلم أبنائها وطموح كل إنسان محب لبلده، لأنه بالعلم تتعلم الأحجار كيف ترص الصفوف لبناء الجدار العالي.