ليس مستحيلاً أن تفعل أي شيء، ولا مستحيلاً ألا تفعل.. أنت من يحدد ومن يقرر بحجم عطائك وإصرارك ومثابرتك، ودفاعك عما تعتقد وتؤمن أنه من حقك. الخميس.. نواجه اليابان، في طريق التأهل إلى كأس العالم «روسيا 2018».. يا لها من معضلة.. وهل تظن أن الأحلام تمضي من طرق غير تلك.. هل تظن أنها طيعة بقدر التمني وفقط.. هل تظن أنها سهلة كقطف الثمار أو شرب الماء.. ماذا تظن؟.. هي أشياء غالية، لا بد أن يدفع ثمنها الغالي، كل من يريدها.. المدرب واللاعبون والجمهور والإعلام والشوارع والبيوت. لست من أنصار «المستحيلات» إطلاقاً، لكنني قطعاً مع «الفوارق»، وأوقن أننا من يصنع تلك الفوارق وينميها ويسقيها، فيصنعها لنفسه أو يهديها لغيره، واليابان التقيناها قبلاً على أرضها، وفزنا عليها.. إذن كان الفارق معنا.. أو فارق وبعض من حظ.. إذن ما الذي يمنع هنا أن نكررها، ولكن: وما المانع أن تفعلها هي كما فعلناها نحن هناك؟.. كل شيء وارد، لكن الأهم من تلك الحسابات أن نلعب للكرة وللحلم والجمهور.. أن نثبت أننا نريد وأننا نستطيع. قبل مباريات المنتخب، أعيش تلك الحالة من «الهذيان»، فتتزاحم الأفكار والأمنيات في رأسي، وأعجز عن الإمساك بأحدها، ولعل حالي ككثيرين، حين يحاولون النوم، فيبدو السقف فوق رؤوسهم كملعب كبير، يتراقص فيه عموري وخليل ومبخوت وكل الفرسان «البيض».. يحملون على أكتافهم رؤآنا -وما أصعب ما يحملون- لكنني فقط أتخيلهم يلعبون، وأتخيل استاد هزاع بن زايد، يزدان أكثر بهذا الصخب وتلك الفرحة.. نحن نستحقها وأكثر.. نحن الواقفون على «المحطة» منذ أكثر من ربع قرن، نلوح للمارين، ونحتفل بهم، ونتفرج عليهم، ونشجعهم، وآن الأوان أن نستقل حافلة الأمنيات معهم. لن أدعو الجمهور اليوم للحضور، فالدعوة، باتت كمن يدعو صاحب البيت إلى بيته، ورغم كل الحملات الإعلامية، التي نكون نحن أيضاً شركاء فيها، إلا أنني أرى الأمر قد تجاوز المدى.. مدى الدعوة والتسويق.. والتشويق.. إنه حلمنا.. إنه منتخبنا.. علمنا ووطننا وأحلى ما فينا.. سنكون هناك في «ظهر اللاعبين»، لنمسك معهم بناصية الحلم، عله يأتي. كلمة أخيرة: الأحلام تمر ليلاً في الأفق.. تختار من ينتظرون الصباح