ليس عيباً أن تجتهد، ومن الوارد أن تخطئ، ولكن العيب أن تكتشف أخطاءك وتدركها ثم لا تتراجع عنها، وقد أحسن اتحاد الكرة عندما تراجع عن تطبيق قرار العقوبات الخاص بقصات الشعر المسيئة، والتي تتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا، ليس لأن القرار سيئ، وليس لأن الفكرة التي كانت وراء اتخاذه خاطئة، ولكن لأن آلية التنفيذ كانت منعدمة، والمعايير غير واضحة، وبالتالي فقد كان مشروعاً نبيلاً ولكنه ولد ميتاً. القرار الخاص بعقوبات قصات الشعر كان موجوداً منذ زمن طويل، وتم إقرار العقوبات الخاصة بالتجاوزات آنذاك، ولكنه لم يفعل حتى يومنا هذا، وهذا أمر طبيعي في ظل غياب الآلية والتشريعات الخاصة بتطبيقه، وعندما أعاد اتحاد الكرة الحالي إحياء القرار ارتكب الأخطاء نفسها التي وقع فيها السابقون، ولأن العجلة من الشيطان، تم اتخاذ قرار التفعيل وتبعها قرار التجميد، وسيدخل قريباً إلى أدراج النسيان. جميل أن تعمل، ولكن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه، وفي حالة هذا القرار كان العمل موجوداً والفكرة نبيلة، ولكن الإتقان كان غائباً، لذا كانت الأرضية التي استند عليها قرار التطبيق هشة للغاية، وكان الأجدر أن يتم دراسة القرار، ووضع اللوائح والتشريعات، وصياغة آلية واضحة تحدد نوع المخالفات، وكيفية التدرج في العقوبات، وبالتالي لا يتم اعتماد الشروع في تطبيق القرار إلا بعد الانتهاء من إعداد كافة متطلبات المشروع. أما ما حدث خلال الفترة الماضية فكان هناك انعدام وضوح بالنسبة للشفافية، وساهم في هذا الأمر غياب المنصة الإعلامية الفعالة في اتحاد الكرة، وساهم هذا في انتشار الشائعات، ورواجها، وباتت كل قصة شعر مثيرة للجدل تخضع للدراسة والتحليل من قبل الرأي العام، ويتم مقارنة القصات المختلفة، والتساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى معاقبة هذا والتجاوز عن ذاك، ولما تساءل البعض عن قصة شعر «عموري»، ولما تندر الناس عن سبب معاقبة البرازيلي ليوناردو لاعب الجزيرة وهم يرون أن قصة شعره عادية جداً ولا تستوجب العقوبة. ورب ضارة نافعة، والنافع في موضوعنا هذا أننا اكتشفنا أن أغلب المخالفين، هم لاعبون في المراحل السنية، وهنا يتطلب الأمر فتح ملف آخر، والحديث عن إداريي هذه المراحل، والذين من المفترض أن يكونوا أشخاصاً على قدر من المسؤولية، ولديهم دراية في الأساليب التربوية والتعامل مع اللاعبين القصر، ومع ذلك ليست لديهم القدرة للسيطرة على «قصة شعر».