في مباراة البرازيل وأوروجواي بمونديال 1970، كان المنتخب البرازيلي يعاني وأوروجواي يتقدم، وقتها قال جيرسون أوليفيرا لزملائه في خط الوسط البرازيلي: «اذهبوا للأمام.. أنا سأبقى أمام المدافعين، هكذا سنجبرهم على التراجع، ونحقق الفوز»، وهو ما حدث بالفعل.. يعرف الكثيرون من محبي الكرة هذه القصة جيداً، والأهم أنهم يعرفون أن جيرسون كان من أفضل قادة المنتخبات في التاريخ، لكن جيرسون نفسه، يؤكد أن القائد الأفضل في تاريخ الكرة ليس بيليه الذي عاصره، ولا مارادونا ولا بيكنباور أو كرويف، ولا حتى هو نفسه.. إنه كارلوس ألبيرتو توريس، الذي كان يلعب في فريق يلعب له بيليه وريفيلينو وجيرسون وتوستاو وغيرهم.. كان القائد لأنهم اختاروه، وكانوا ينادونه «كابيتا».. كان قائد بوتافوجو وسانتوس ونيويورك كوزموس وكل مكان ذهب إليه.. طالما هو موجود لم يكن في مقدور أحد غيره أن يقود.
لماذا استدعاء التاريخ الآن؟.. يبدو أن الحرب التي شنها مارادونا على ميسي أمس الأول هي السبب وراء ذلك.. قال عنه إنه لا يستحق شارة الكابتن في منتخب «التانجو».. ليس من المفيد أن يقود، وأكد مارادونا أنه لو واتته الفرصة ليدرب الأرجنتين من جديد، لن يستدعي ميسي، وأن على الأخير أن يعيد حساباته ليلعب مع المنتخب كما يريد المدرب، وليس كما يريد هو.
ليس ميسي وحده من لا يصلح قائداً، وماسكيرانوا أفضل منه قطعاً، ولا نيمار يصلح قائداً لمنتخب البرازيل، وتياجو سيلفا أفضل منه، وقس على ذلك كثيراً، حين يحدث الخلط بين النجم والقائد.. حين يجامل المدرب بشارة القيادة أو حين يسترضي ويدلل، وحين لا يدرك أن القيادة تنال من النجومية، وعندها قد نخسر النجم ولا يكون لدينا قائد.
القائد ليس بالضرورة أفضل لاعب في الفريق.. لكنه باختصار هو من يقوم بدور المدرب داخل الملعب.. هو صاحب الشخصية الأقوى وهو الأكثر هدوءاً والأقل اعتراضاً على الحكام.. هو من يستطيع ترتيب الأوراق داخل الملعب إذا انفرط عقدها.. هو القلب النابض.. هو «كاسياس» الذي أجبر اللاعبين على تحية الجمهور رغم سبها له، و«تشافي» الذي احتوى الأمور بين ميسي والمدرب إنريكي في وقت ظن الجميع أن «البارسا» سيخرج من الموسم «صفر اليدين»، فانتهى الموسم بعد تلك الجلسة بثلاثية.. هو «إيتو» الذي قاد ثورة ضد اتحاد الكرة في بلاده من أجل مستحقات زملائه في منتخب الكاميرون.. هو فاريلا وروبسون وبيكنباور وبوبي مور وباريزي وديشامب وجون تيري وبويول وستيفن جيرارد ومالديني ولام، ومارداونا الذي يعرف مواهب القائد، ويدرك جيداً أنها ليست لدى ميسي، وأنه «خلف خطوط العدو»، قد يكون النجم عبئاً على فريقه.

كلمة أخيرة:
ليس بالضرورة أن يكون القائد هو النجم.. لكنه القلب