كل عام، ليس بالإمكان قطعاً أن تسأل: بأي حال عدت يا عيد؟ فعيد الوثبة يأتي دوماً فوق ما اعتدناه.. يأتي بهياً.. مضيئاً.. استثنائياً.. فيه كل ما نرجو وأكثر. لا شك أن المهرجان الختامي السنوي لسباقات الهجن «ختامي الوثبة»، قد بلغ حد الظاهرة النادرة والمدهشة، وهو أمر طبيعي لفعالية كبرى، تقام بتوجيهات ورعاية سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويدعمها بسخاء سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويتابعها ويساندها سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة.. إذن لا عجب أن تنجح، وأن تلامس عنان السماء. ما يحدث في ختامي الوثبة، لا مثيل له في أي بقعة أخرى.. ليس فقط لحجم المشاركة أو الجوائز الاستثنائية، ولكن لأنه عالم رحب، يحتفي فيه الحاضر بالماضي، ويسبغ عليه ثوب المستقبل، وينطلق به إلى آفاق رحبة، تمثل عنواناً للامتنان والوفاء، للأصايل، تلك التي شاركتنا مسيرة التحديات والمعاناة، واليوم، تحصل معنا على نصيبها في عالم الرخاء، الذي تحقق بفضل الله تعالى، وبرؤية قادة عظام، وضعوا بلدنا في مصاف دول العالم. للمرة الأولى، في تاريخ المهرجانات في الخليج، تتنافس أكثر من 15 ألف مطية، على 352 شوطاً، يحصل الفائزون فيها على 296 سيارة، بالإضافة إلى 52 رمزاً توزع على رواد هذا العالم، ممن يستحقون هم أيضاً أن يكونوا رموزاً في عالمهم. تلك الأرقام، التي هي بعض من كل، تجعل من عيد الوثبة، حالة متفردة، والأهم منها والموازي لها، هو ما تراه في أرض الميدان.. هنا.. حيث يزهو هذا العالم، بما فيه ومن فيه.. حيث يطل الماضي فخوراً على رجال اليوم، الذين أخذوا بناصيته معهم إلى دنيا الأحلام. أما كلمة السر الحاضرة في كل التفاصيل، والتي تقود المهرجان من نجاح إلى نجاح، فتتمثل في معالي الشيخ سلطان بن حمدان بن محمد آل نهيان، مستشار صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس سباقات الهجن، ورئيس اللجنة المنظمة، وعطاؤه غني عن التعريف، وعن التلميح أو التصريح، لأنه حاضر بنفسه في كل التفاصيل، يقود دفة العمل بحب وإنكار ذات، ورغبة في أن يقدم للوطن ما يليق بالوطن، ووجوده على رأس اللجنة المنظمة، هو - دون شك- صمام الأمان، وعنوان لنجاح تنظيمي منقطع النظير. ختامي الوثبة، تجاوز حدود الفعالية أو الحدث أو البطولة أو التنافس.. أصبح بالفعل عيداً.. فيه كل ما في العيد.. فيه يلتقي الأحبة، وفيه دائماً جديد. كلمة أخيرة: لا شيء كالإخلاص.. ينحاز إليه النجاح