* «في سيارات سوداء أو دغماء يوم تشوفها في الشارع، تشعر أنك لابد وأن تتعوذ من الشر، توحي لك أنها خارجة للتو من حريقة، أو أن كراجها كان قريباً من المقبرة، لا ينبئك منظرها «الحنوطي الكافوري» إلا بمشهدية الأجل القريب والمحتوم، تراها فتحس أنها مدهونة بأيد غير ماهرة، وبلون يشبه جناح الغراب، وأنها تريد شراً بالعباد»! * «رأيت أفغانية مرتبكة بأنوثتها في المول، والرخام اللامع وواجهات المحلات المشتهاة، عطلت مشيتها بأثوابها وأغلالها التي تصلح للطرق الجبلية الوعرة، ورغم جمالها الأخاذ والعفوي، والذي لا تدري عنه بالتأكيد، كانت تسيّرها الدهشة من كل شيء، ولا أعرف ماذا كانت تقول في نفسها حينما ترى نساء لا يشبهنها؟ كانت من ربكتها واضطرابها أنها كانت أمام صندوق الدفع، لكنها تناولت أغراضها البسيطة وغادرت دون أن تدفع من عجالتها التي بلا داع، رغم أن الفلوس كانت تقبض عليها بيدها اليسرى، مسكينة لقد أخافتها أصوات النفير والإنذار، وكانت بالتأكيد تشعر أنها لم تفعل شيئاً حينها، غير أن حمامة فؤادها طارت، قاسية هي الدنيا حين تحاول أن تئد أنثى جميلة كألوان الحياة». * عادي.. تشوف أمريكياً وأسرته يدخلون المطعم، وهو بـ «هاف كاكي وفانيله»، ويأكلون «ضربه» ويدفع كل واحد حسابه، ويلفون لهم ما بقي من أكلهم، بعدها وعلى طاولة الطعام، يظهرون ورقة لعب، ويلعبون «كوت»، والناس تتعشى! * ليش من تشوف أفريقياً، وخاصة إذا كان طويلاً، وغالباً ما يكون كذلك، وشعر رأسه ولحيته يخالطهما البياض، ويرتدي بدلة رصاصية، وعادة ما يكون مصطحباً زوجته معه، والتي غدت تشبهه كثيراً، فلا يوحي لك إلا أنه موظف في منظمة دولية، أو تابع لهيئة مختصة بالبيئة وتحسين المناخ، ما زالت صورة كوفي عنان حاضرة! * الأوروبية ما أحلاها، وهي صغيرة، تشعرك ألا أحد عبث بتلك الجينات الوراثية منذ المسيحية الأولى، لكنها من أن تصل الثلاثين، حتى تبدأ تتهردم، وتذهب النضارة، وينكمش ذاك الجلد، لتشبه ممرضة عجوز تابعة لمستشفى الدير الخيري! * يا أخي في ناس عندنا ما يقهرون المغيه، ويتحسبون الحياة عناد، وجوههم تدخن من الغيظ، والخبزة الحارة ما تضحكهم، بصراحة.. يحمدون ربهم أنهم ما ظهروا فلبينيين، وجبرتهم الظروف يشتغلون مثل ما يشتغل هاذيلا في دول الخليج، جان التسفير ببيزه، أقول حتى ما في فترة إنذار، وبوزاره وفانيلته وهذاك الطريق! amood8@alIttihad.ae