لم يتفق سامي القمزي رئيس مجلس إدارة نادي الشباب، وجمال حامد المري رئيس شركة كرة القدم المستقيل، في شيء، خلال تصريحاتهما الأخيرة، التي أعقبت أزمة استقالة المري، سوى في تأكيدهما على أن فريق الكرة بنادي الشباب في أزمة، وأن على كل من يحب «الجوارح» أن يساندها، قبل أن «يضيع كل شيء»، وهو التعبير الذي استخدمه القمزي تحديداً، ويعكس إحساساً عميقاً وربما صادماً بعمق وحجم معاناة «الأخضر» هذه الأيام. قبل أن أكتب، احتجت إلى وقت طويل، لأقرأ بإمعان ما قاله الاثنان، واللذان أكن لهما كل احترام، حول الأزمة الأخيرة، سواء تصريحات المري لدينا، أو تصريحات القمزي في الزميلة «البيان»، والحقيقة، أنني أصبت بحيرة شديدة، فمن يقرأ لأحدهما فقط، سيسانده على الفور، أما من يقرأ للاثنين، فلن يستطيع أن يتخذ موقفاً حاداً بزاوية واضحة.. سيختلط عليه الأمر من دون شك، للدرجة التي ربما ينأى معها بنفسه عن مهمة الفصل بين الرجلين. ما قاله المري، نفاه القمزي تقريباً جملة وتفصيلاً، فلا هم تدخلوا في عمل شركة الكرة، وما قاله رئيس نادي الشباب عن طلب الجلوس مع المدرب أو إرجاء معاقبة الحارس، هو حق أصيل له، وفي المقابل فإن ما قاله المري عن تلك التدخلات والضغوطات و«التهميش» لا يمكن قبوله أيضاً، وأمام هذا التباين بين الطرفين، يبدو الوصول لقناعة والميل لأحدهما في تلك الأزمة، أمراً غير ممكن. ما يعنينا هنا، وبالتأكيد، ما يعني القمزي والمري، هو نادي الشباب، ومن هذا المنطلق، فإنني أعتقد أن الفريق، كان يحتاج للمزيد من الصبر منهما، وأن يعذر كل منهما الآخر، وأن يترفعا عن الكثير من الأمور من أجل الفريق، وأن يتدخل الحكماء والرموز في قلعة الجوارح لرأب الصدع، إن جازت تسميته صدعاً، لكنني أظن - وآسف على ما أظن- أن أطراف الأزمة الأخيرة، ليسا القمزي ولا المري على وجه التحديد، وإنما شارك في صناعة الكثير من تفاصيلها، آخرون، وصلوا بها إلى ما وصلت إليه. القمزي، كان ولا يزال رمزاً إدارياً يشار له بالبنان، والمري، كنا نعول عليه كثيراً في رفد الإدارة الرياضية الإماراتية، بكادر وطني مخلص، تراهن عليه كرة الإمارات في حاضرها ومستقبلها، وأعتقد أن الإدارة الحقيقية والجامعة، ليست فقط إدارة الفرق أو الهيئات، وإنما الأهم، إدارة المواقف والأزمات، والقدرة على التكيف مع الآخرين، والعمل بروح الفريق، والترفع عن الأمور الصغيرة إن وجدت، والالتفاف حول الهدف الأكبر. لا أدري إن كان الوقت قد فات على «كلمة سواء» أم لا، لكني كلي ثقة أن أوقات الخير لا تمضي أبداً، وأن الفرصة قائمة دائماً لبدايات جديدة.. المهم أن نريد وأن نتنازل إن تطلب الأمر. كلمة أخيرة: قد نقبل الغضب في الشأن الخاص.. لكن التطوع عموده الصبر ولا مجال فيه لنفاد الفرص. Mohamed.Albade@alIttihad.ae