زمان.. في أيام الهواية.. كان كل شيء «هواية»، وما أحلى الهواية، حين ننظر إليها من زمن الاحتراف.. كل شيء عفوي.. منطلق كطبيعة المرحلة.. نعذر بعضنا، ونعاتب لا بأس في ذلك، لكنها كانت أياماً بطعم ولون ورائحة.. لا تشبه تلك الأيام التي تبدو معظم الأشياء فيها «معلبة»، وربما منتهية الصلاحية.. هو «استيكر» يتغير فوق تلك «العلب»، لكن ما فيها لم يتغير. لم تعد علاقة الإعلام بالأندية كما كانت، وعلى الرغم من وجود عدد من الأندية بالغة الرقي، تقدر دورنا ونقدر دورها، فإن الغالبية تنشد إعلاماً «تحت الطلب»، يكتب على هواها، وغالباً ما على هواها «ماسخ»، لا يرضي قارئاً ولا يروي ظمأنا، ولا يقدم منتجاً نرضى عنه كإعلاميين. لا أدري ماذا يريد هؤلاء من الإعلام بالضبط.. ليتنا نعرف ونتفق.. ليت بالإمكان وضع اتفاق لا نتجاوزه نحن ولا هم.. ليت بالإمكان أن يدركوا ما نريد، لنقدر ما يريدون، بدلاً من «حوار الطرشان» من جانب عدد كبير من الأندية، لا تقدر أننا نعمل من أجلها، وعليها أن تساعدنا لإبراز عملها بصورة مهنية، ليست سابقة التجهيز. منذ ثلاث سنوات تقريباً، عرفت الأندية مهنة «المنسقين الإعلاميين»، ومع احترامي لبعضهم، ومع إقراري بمهنية بعضهم وتفهمهم، فإن الغالبية العظمى منهم، ليست مهنية كما تريد «المهنة»، فلا هم خاضوا دورات إعلامية، ولا هم امتهنوا الصحافة والإعلام.. كل ما في الأمر، أنهم استيقظوا ذات يوم فوجدوا أنفسهم «منسقين»، وبالتالي فما يفعلونه مع الإعلام اليوم، أنهم يقدمون وجبة، علينا أن نتناولها أياً كان مذاقها، وسواء كانت طازجة أو باردة، فلا اجتهاد ولا رؤية، وعند الخسائر يصبح ممنوعاً علينا أن نجتهد أو أن ننتقد، أما عند الفوز، فيهدمون أسوار الممنوعات، فلا قيد ولا شرط، وإنما «حنفيات» من التصريحات. على الأندية أن تعلم أننا نعمل مثلها، وأن لعملنا طبيعة، ليست بالضرورة أن تكون ما يرونه فقط، ولا يمكن أن يستمر هذا التباين في الرؤى، أو أن يكون كل دورنا إرسال «إيميل» وانتظار الدور، وأيضاً انتظار المادة الصحفية ذاتها، والتي تأتي غالباً بلا مضمون حقيقي يرضي القارئ الذي ينتظرنا وينتظر أخبار ناديه الحقيقية والأسرار والخفايا، وليس فقط ما يريدونه أن يعرفه.. يريد أن يقترب، وهم يصرون على أن يبعدوه ويبعدونا. كلمة أخيرة: ما فائدة المرآة إن شاهدت فيها ما تريد فقط