في حديثه أمام منتدى الدبلوماسية العامة والاتصال الحكومي الذي عُقد مؤخراً في دبي، حرص الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في معرض تناوله لتجربة الإمارات «رؤية القيادة وتواصل نحو الريادة» على إبراز درس حريق فندق العنوان في دبي ليلة رأس السنة 2016، وقد كان بالفعل درساً بكل ما تحمل الكلمة من معنى في شفافية التعامل التي أمر بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فإذا بالدرس الذي تحول من تشكيك لبعض وسائل الإعلام الغربية إلى إعجاب بالاحترافية والمهنية العالية التي تم التعامل بهما مع الحادث، ومن دون التأثير على فرحة الجموع التي احتشدت للاحتفال بالمناسبة على بعد أمتار من مكان الحريق الذي أصبح درساً من الماضي بعدما أستأنف الفندق المعلم عمله عقب خضوعه لعمليات تجديد واسعة وشاملة. شفافية تعد امتداداً لإرث إماراتي عرض نماذج منها الشيخ سيف بن زايد، وسموه يوضح كيف دحض القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الحملات الإيرانية المشككة في استمرارية «اتحاد الإمارات» بقوة الاتصال، وكيف ساهم زايد الخير، رحمه الله، في نقل الصحفيين إلى مصر خلال حرب أكتوبر 1973 لتعريف العالم الغربي بما يجري.. نقاط مضيئة من تجربة ثرة للإمارات بالتأكيد على الشفافية والارتقاء بالاتصال وأدوات الدبلوماسية العامة وتطوير سبلها وصورها. الشفافية ونشر الحقائق بالاتصال المسؤول يبددان أكاذيب ومزاعم تقتات منها وعليها، والقضاء على الشائعات في مهدها، خاصة في زمننا الحاضر، حيث أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد في بث ونشر الأخبار المغلوطة في ظل غياب أية معايير خاصة بها. حرص القيادة على تعزيز التواصل والشفافية أسهم بدوره في إثراء تجربة إعلام الإمارات ورسالته من حيث الالتزام والتوجهات الرامية دوما لتكريس وتعزيز الهوية الوطنية، وإبراز مكتسبات ومنجزات مسيرة النهضة المباركة، والعمل على توحيد الصفوف والترفع عن المهاترات ونشر القيم الإيجابية والتسامح وحسن التعايش بين الشعوب، ونبذ التطرف وكل ما يؤجج الفتن والتعصب العرقي أو المذهبي أوالطائفي. درس «العنوان» يؤكد مجدداً أن زمن احتكار أو حجب المعلومة ولّى في عصر الهواتف الذكية والفضاء المفتوح و«الاتصال» المنفتح المسؤول.