استغربت كثيراً في الفترة الماضية عند الإعلان عن «عام الخير» مما كان يردده بعض التجار ورجال الأعمال من أنهم يريدون أن يسهموا في فعل الخير وخدمة المجتمع، ولكنهم لا يعرفون كيف يمكن أن يقوموا بذلك! ولا أعتقد أن أحد أولئك البعض لا يعرف ما حدث في فبراير من العام الماضي، عندما تم إطلاق «صندوق الوطن» بوساطة مجموعة من رجال الأعمال، والتي أعلنت عنها كمبادرة مجتمعية تعكس التناغم بين القطاع الخاص والحكومة من جهة، وتجسد تلاحم المجتمع مع توجهات القيادة لتحقيق التنمية المستدامة والحياة الكريمة والمستقبل المشرق لجميع أبناء الوطن من جهة أخرى.. وفي ذلك الوقت، أعلن مؤسسو المبادرة عن ترحيبهم بمشاركة القطاع الخاص ونظرائهم من رجال الأعمال للمساهمة في هذه المبادرة الوطنية المتميزة. إذاً هناك مجالات وفرص كثيرة، وعلى رأسها، «صندوق الوطن» الذي هو اسم على مسمى، فمن يعرف أهداف ومنطلقات وآليات عمل هذا الصندوق يدرك أنه صندوق يمثل الوطن، وهو للوطن ولأبناء الوطن. وكان استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أعضاء مجلس إدارة صندوق الوطن والمساهمين في دعم الصندوق، واطلاعه على استراتيجية الصندوق 2020 تأكيداً على أهمية هذا الصندوق، وهو شكر وتقدير من سموه لكل من عمل وساهم في هذا الصندوق، وفي الوقت نفسه، دعوة جديدة لمن يرغب في المشاركة الجدية والصادقة في هذا الصندوق، ومن أجل أبناء هذا الوطن وأجياله المقبلة. وسيركز هذا الصندوق على أربعة مجالات رئيسة ستسهم بشكل كبير في تحقيق مردود اجتماعي إيجابي كبير على المجتمع الإماراتي، وذلك من خلال توفير الرعاية للموهوبين، وتقديم الإرشاد المهني لتطوير الكفاءات الشابة المواطنة، إلى جانب تشجيع المشاريع التجارية الناشئة ذات الأثر الاجتماعي الإيجابي، ورابعاً وأخيراً، دعم الأبحاث التطبيقية والابتكارات في مختلف المجالات.. وهذه المجالات الأربعة تتماشى بشكل كبير مع رؤية الإمارات لمرحلة ما بعد النفط. لقد بارك الشيخ محمد بن زايد جهد القائمين على الصندوق ومبادراتهم، ووصفهم بأنهم «النخبة من رجال الأعمال من أبناء الوطن الذين يسهمون في بناء قادة المستقبل وتفعيل دورهم في مسيرة التنمية والتطور والنماء والازدهار للوطن وللأجيال القادمة»، ودعا سموه للاقتداء بهم للارتقاء بشبابنا والحفاظ على إنجازاتنا وصناعة مستقبلنا، فهل سيردد رجال الأعمال أنهم لا يعرفون أين وكيف يخدمون وطنهم ومجتمعهم؟! هناك رجال أعمال وتجار إيجابيون يبادرون، ويعملون ولا يتوقفون ولا يترددون في خدمة وطنهم بكل الطرق، وهناك سلبيون لا يكفّون عن الشكوى ويقبلون - على الرغم من كل ما يمتلكونه - بأن يبقوا في صفوف المتفرجين على إنجازات الوطن دون أن يكونوا شركاء فيها!