أعلنت ألمانيا عن خوض منتخبها مباراتين وديتين أمام إسبانيا والبرازيل، وعندما تقرأ الخبر منذ الوهلة الأولى تعتقد أن المباراتين ستلعبان الشهر القادم، أو بعد شهرين، أو بعد 6 أشهر على أقصى تقدير، ولكن الغريب بالنسبة لنا طبعاً وليس بالنسبة إليهم، أن المباراتين المقررتين ستقامان بتاريخي 23 و27 مارس 2018، بعد أكثر من عام من الآن وفي إطار استعداد المنتخبات الثلاثة للمشاركة في كأس العالم بروسيا 2018. وما يزيد من غرابة المشهد بالنسبة لنا طبعاً وليس بالنسبة إليهم، أن المباراتين تم تحديد الملعبين اللذين ستلعبان عليهما، وتم اختيار ملعب دوسلدورف لمباراة إسبانيا والاستاد الأولمبي في برلين لمباراة البرازيل، بالمناسبة حتى يومنا هذا لم يتم تحديد الملعب الذي ستقام عليه مواجهة منتخبنا الوطني أمام السعودية في تصفيات كأس العالم، والتي ستقام في نهاية شهر أغسطس المقبل. هذا هو الحال في ألمانيا وهكذا يدير اتحاد كرة القدم الألماني برامجه، وهو المسؤول عن أكثر من 6 ملايين لاعب ولاعبة، وهو الجهة المشرفة على تنظيم اللعبة في أكثر من 26 ألف نادٍ، وهو المطالب بالحفاظ على إرث كرة القدم الألمانية العظيم، والمتمثل بالتتويج بلقب كأس العالم في أربع مناسبات، وبطل أوروبا 3 مرات. أما هنا فالوضع مختلف تماماً جملة وتفصيلاً، فنحن وضعنا لأنفسنا أنظمة شديدة الخصوصية، نحن نحب عناصر المفاجأة والإثارة والتشويق، برامجنا سرية، اجتماعاتنا سرية، قراراتنا قمة في السرية، رغم أنه في فترة الانتخابات كان الجميع يتحدث عن الشفافية، خططنا دائماً قصيرة المدى، لا نعلم متى سيبدأ الموسم القادم، ولأن الشيء بالشيء يذكر نحن لا نعلم حتى اليوم متى ستقام آخر جولتين في دوري المحترفين. لا ندري كيف ستكون استعدادات المنتخب لمباراة تايلاند في شهر يونيو، وليست لدينا فكرة عن معسكر المنتخب في الصيف استعداداً لمواجهتي السعودية والعراق في بداية الموسم المقبل، وعلى الرغم من تشكيل لجنة خاصة لتنظيم المباراة النهائية لكأس رئيس الدولة وعلى الرغم من أن الدور نصف النهائي للمسابقة سيقام الشهر المقبل، فنحن لا نعرف حتى الآن أين ستقام المباراة النهائية، في استاد محمد بن زايد، أو مدينة زايد الرياضية، وحتى لا أكون متحاملاً وبغض النظر عن سرية وغموض القرارات والاجتماعات والبرامج، فقد كان المسؤولون غاية في الصراحة والوضوح في التعبير عن فرحتهم بإنجاز منتخب الشاطئية، لا عدمناها من صراحة ولتحيا الشفافية.