عليكم أن تعرفوا هذه الأسماء، وتحفظوا وجوههم، وإرسال التحية لهم، القائد الفني هو المدرب محمد المازمي، ومدير المنتخب هو خليل أهلي، واللاعبون الأبطال هم حميد جمال ومحمد عبدالله ومحمد حمزة وعباس علي وعلي كريم «توم» وكمال علي وهاشم منتصر وهيثم محمد وأحمد بشير ووليد بشير وعلي محمد ومحمد عبدالله، مجموعة أسماء تستحق أن تدخل لائحة الشرف، وأن يكونوا العلامة المضيئة لكرة الإمارات، منتخب يعاني عدم التفرغ، ولكنه يعمل بصمت، ويحقق الفوز بالتحفيز الذاتي، وحين يخسر فإنه لا ينهار، بل يسقط واقفاً، ويستعيد نفسه ويعود أقوى من ذي قبل، منتخب يعاني مالياً، ويعاني قلة الحوافز والمكافآت، ويعاني الإهمال من قبل الجميع، حتى منا نحن في الإعلام، ولكنه لا يكترث، ولا يتأثر، ولا يتحجج، ولا يبحث عن تبرير لإخفاقاته، يفوز بهدوء، ويخسر بصمت، ويقدم الإنجازات، من أجل الدولة والعلم والقيادة.. ولا يريد ولا يطالب، ولا حتى يساوم على إنجازاته. قد لا يهتم البعض بمنتخب يلعب على الشاطئ، وقد لا يتفاعل البعض مع ما يقدمونه أو ينجزونه، فلم نرَ من يذهب ويطبطب عليهم، بعد هزائمهم في كأس القارات، ولم يتصور معهم أحد صورة «سلفي» معنوية، ولم يقلدهم أحد، حتى لو بوردة واحدة تحفيزية، ولكنهم أجبروا الجميع على استقبالهم وتكريمهم والتصفيق لهم بعد ذلك! هذا المنتخب صعد إلى كأس العالم خمس مرات، وانتصاراتهم فسرها البعض بسهولة المنافسة، وعدم اهتمام المنتخبات الكبيرة بهذه اللعبة، وهذه أكبر عيوبنا، فحين نخفق نلوم أنفسنا ونجلد وننتقد، وحين يحقق أي منتخب في مشاركة قارية أو عالمية أي إنجاز، نهمس بأن المنافسة كانت سهلة والبطولة أصلاً هامشية! أتذكر في دورة الألعاب الشاطئية في مدينة «بالي» الإندونيسية خسر هذا المنتخب نهائي البطولة، دخلت غرفة الملابس من باب الفضول الإعلامي، وشاهدت الدموع والبكاء والحسرة، وكأنهم فقدوا عزيزاً عليهم، تيقنت حينها أنهم يكرهون الخسارة، ويحبون تقديم الفوز لبلدهم في كل مشاركة، وهذه هي صفات البطل الحقيقي، وليت غيرهم يتعلم ماذا تعني أن تخسر في محفل دولي باسم البلد والدولة! للعلم فإن هذه اللعبة، من دون دوري ولا مسابقات محلية، ودون استقرار إداري، وقد يعودوا اليوم إلى «دواماتهم» ومخصوم من رصيد إجازاتهم أو حتى من رواتبهم، وقد لا تتجاوز مكافأة الفوز والصعود التي ستقدم لهم بضعة آلاف، وبعدها ينساهم الجميع، فالاهتمام الإداري ينتهي عندنا مع نشر المسؤولين صور «السلفي» معهم في حسابات «انستغرام». كلمة أخيرة افتخروا يا شباب بكل ما قدمتموه للوطن، فالتاريخ لا ينسى!