من لم يقرأ كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية»، فعليه أن لا يتأخر؛ لأنه فعلاً كتاب مختلف، أما من قرأه، فأنا على يقين بأنه لن يترك الكتاب من يديه إلا وقد انتهى من قراءته. فهذا الكتاب الفريد من نوعه، والصادم في قوته الفكرية، وما يحمله في طياته من طاقة إيجابية هائلة، يستحق ليس القراءة فقط، بل إعادة القراءة مرات، والتمعن في كل أفكاره ورؤاه، ومثل هذا الكتاب لا يمكن أن تتجاوز الصفحة العاشرة إلا وتبحث عن القلم، وتبدأ بوضع الخطوط تحت الأسطر، والتعليق على الكلمات والعبارات التي تكتب بماء الذهب، لأنك بلا شك ستحتاج أن تعود إليها مرات ومرات. ومن يريد أن يصبح مثل محمد بن راشد في عمله وإنجازه فليغمض عينيه، ويتخيل أنه يحقق كل شيء، ويعمل بالطريقة التي يعمل بها الشيخ محمد بن راشد.. ففي عقيدة وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لا شيء مستحيل، ولا سلبية في محيطه، وهو يقول في كتابه «القائد الإيجابي هو الذي يغمض عينيه ويتخيل المستقبل، ويرى الإنجاز الذي يريد تحقيقه بكل تفاصيله». مهم جداً أن يقرأ كل مسؤول كبير أو صغير، وكل موظف في الحكومة الاتحادية أو المحلية هذا الكتاب، ويعرف تجارب الشيخ محمد بن راشد في القيادة والإدارة والإنجاز، فهو النموذج الذي يحتذى به في العمل والإيجابية، فالتجارب التي يتحدث عنها سموه في هذا الكتاب، ملهمة وقوية لتقنع أي شخص بأن لا شيء مستحيل، وأن النجاحات تأتي وسط السقوط والتحديات.. وأعتقد أن من المهم أن يقرأ كل موظف جديد في الحكومة هذا الكتاب قبل أن يبدأ العمل، ففهم منهاج عمل القائد مهم جداً لتحقيق الأهداف. أوصي جميع من يعيش على أرض الإمارات ويعمل في حكومتها أو قطاعاتها الخاصة أن يقرأ هذا الكتاب، فهو ممتع غاية الإمتاع، ومفيد بشكل لن تعرف قيمته إلا بعد أن تنتهي من قراءته، وقيّم لدرجة أنك لن تستطيع إلا أن تضعه أمام عينيك في مكتبتك وليس على الرف بين باقي الكتب. وإذا كنت تحب شخصاً ما فاعلم أن أفضل هدية تقدمها له هو هذا الكتاب، سواء أكان أخاً أم ابناً أم صديقاً أم زميلاً، وحتى إن كان صديقاً عربياً خارج الإمارات، فإن هذا الكتاب بين يديه سيكون الهدية الثمينة التي لن ينسى في حياته أنك أهديته إياه، لأنه الكتاب الذي سيساعده على فتح عينيه على الحياة الإيجابية التي يحتاج إليها كل إنسان في أي مكان في العالم، وفي عالمنا العربي بالتحديد.