للمرة الرابعة في تاريخه، تأهل منتخبنا للكرة الشاطئية إلى بطولة كأس العالم.. يا له من نبأ سعيد.. نعم وسعيد جداً، فما أروع أن تعلم أن علم بلادك سيكون هناك.. في تلك النقطة من الضوء التي يتجمع حولها العالم. الآن بات للمنتخب ألف أب.. الآن الكل يتنازعون على الغنيمة ويهنئ بعضهم بعضاً.. هم يعلمون أنهم لا ناقة لهم ولا جمل فيما حدث، لذا هم من يهنئون، وهم من يردون.. مشهد اعتدناه، ويبدو أنه لن يتغير قريباً. أما من يكون هؤلاء «هم»، فإنهم أولئك الذين سكتوا وأطبقوا شفاههم، يوم خسر المنتخب نفسه كل مبارياته في بطولة كأس القارات، التي أقيمت على أرضنا، وبدأناها وأنهيناها بالخسائر.. من البرازيل وتاهيتي وبولندا ومصر وأميركا.. لم يبقَ أحد واجهناه إلا وفاز علينا، ولو كان وقتها هناك ما هو أبعد من المركز الثامن الذي حصلنا عليه، لكان من نصيبنا. يومها كتبت هنا عن أولئك «العائدون من الشاطئ».. الذين بدوا وكأنهم يستجمون، أو أنهم لا يكترثون، واليوم، هم عادوا.. عادوا بما لم ننتظر، أو بما لم نظن.. عادوا ليعوضوا ما فعلوا بالقارات، وأحسنوا التعويض، فلا تسرقوا منهم فرحتهم، ولا أحلامهم، ولا تتاجروا بهم، وابحثوا عن دور غير التهاني، وغير القفز على الغنائم، فأنتم لستم في حاجة إليها، ومن يحتاج إليها أكثر، هم اللاعبون، الذين يستحقون أن نفسح لهم كل المجال للاحتفال وللفرح وللتمني. يوم خرج المنتخب ذاته من كأس القارات، لم يتحدث مسؤول عما يعانيه أولئك الأبطال.. لم يتطوع أحد لإنهاء مشكلة التفرغ، وأحسب أنها قائمة لليوم.. لم يتحدث أحد عن الإعداد ولا عن التدريب، ولا عن الظروف العبثية التي يستعد فيها الفريق.. فقط اليوم يتحدثون وليس عجيباً إن كشفوا لنا غداً عن سر وصفتهم العبقرية التي قادت الفريق للأجواء المونديالية. اليوم، على المسؤولين، في أي موقع، أن يبادروا إلى دعم الفريق بما يستحق، لأننا لن نقبل على الإطلاق أن يحدث لنا في كأس العالم، ما عانيناه هنا في كأس القارات، ولن نقبل بفكرة أن المشوار انتهى طالما صعدنا، وعلينا أن نقبل أكفنا، فقد تحقق المراد.. قفوا بجانب هؤلاء اللاعبين.. ساندوهم.. أظهروا لهم ما يستحقون.. ساعتها لن يلومكم أحد مهما كانت النتائج، وليكن دعمكم لهم في تلك المرحلة، أفضل اعتذار عن تجاهلكم لهم في كأس القارات. كلمة أخيرة: الأقرب إليك.. تعرفه عند الشدة لا وقت الفرح