«أنتم أمل هذه البلاد، ومستقبلها والسلاح الحقيقي، وليس الـ3 ملايين برميل من النفط يومياً». سمع آلاف الطلبة الإماراتيين، العام الماضي هذه العبارة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي تلخص مفهوماً وطنياً للمعنى الحقيقي للثروة الأولى في بلادنا.
المناسبة كانت الدورة الأولى لمجلس «محمد بن زايد لأجيال المستقبل» الذي أصبح منصة حوارية، للمقاربة بين رؤية القيادة، وفهم الشباب لتحديات المستقبل، ويعقد دورته الثانية اليوم، ليكون طلبة الهياكل التعليمية المختلفة في الإمارات على وعي تام بأنهم ثروة الإمارات الأولى، وعنوان نهضتها وتقدمها، ويترتب عليهم الاستعداد لذلك، ولا نقطة أفضل للبداية من العلم.
الطريق إلى جني المكاسب من هذه الثروة حدده سموه، ورسم مساراته، مخاطباً الشباب: «نريد أن ننافس بكم دول العالم المتقدمة، فطموحنا أن ننافس الدول التي حققت نجاحات في التنمية البشرية، والتعليم، والاقتصاد». ودعاهم إلى قراءة تجربة كوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا ونيوزيلندا، وسأل الطلبة: كيف استطاعت هذه الدول أن تحقق هذه النجاحات؟
كوريا الجنوبية التي تعتبر شريكاً استراتيجياً للإمارات، خرجت من الحرب العالمية الثانية مثخنة بجراح قومية وثقافية واقتصادية، لكن اعتمادها منظومة تعليمية ومعرفية بخصوصية محلية في قارة آسيا، مكّنها من النجاة من تبعات التقسيم والحرب، حتى باتت اليوم تمتلك الاقتصاد الـ14 عالمياً.
هذا ما يريده مجلس «محمد بن زايد لأجيال المستقبل». فلا بد من معرفة قصص النجاح، وتتبع صعودها. فحجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وكوريا الجنوبية، بلغ العام الماضي 34 مليار درهم، والقطاع الخاص في هذا البلد شريكنا في بناء مشروعنا النووي السلمي، لمواجهة احتياجات الطاقة في المستقبل، كما لا يغيب عن أذهان أجيال المستقبل ما وصلت إليه كوريا الجنوبية من تقدم تكنولوجي هائل في السنوات العشرين الأخيرة.
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يوجه أنظار ثروتنا البشرية إلى النماذج الخلاّقة، والتجارب المزدهرة في العالم، ومنها فنلندا؛ الدولة الصناعية القوية في أوروبا، التي لا يزيد عدد سكانها على 5.5 مليون نسمة، وتحتل المرتبة الأولى عالمياً في جودة نظام التعليم.

الطلبة الذين سيحضرون «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل» مطالبون بهضم تجارب الدول المتقدمة، ودراسة تطورها التاريخي، من أجل منافستها، إذْ لا خيار عندما يتعلق الأمر بالمستقبل، فإما صناعته منذ الآن، أو انتظاره، واحتمال مفاجآته.

«عيال زايد»؛ العلماء والمبتكرون والمواهب الواعدة ذاهبون إلى المستقبل، ويعرفون ما وصلت إليه بلادهم من سمعة دولية في العلوم، والاقتصاد، والتطور المستمر، وهم على قدر ثقة قيادتهم وأهلهم بجدارتهم في حمل الراية جيلاً بعد جيل.