بينما كان التشيلي كارلوس فيلانويفا يحتفل مع جماهير فريقه الحالي الاتحاد بلقب كأس ولي العهد في المملكة العربية السعودية، بعد فوز فريقه في المباراة النهائية على حساب النصر، كانت جماهير فريقه السابق الشباب في حالة يرثى لها، وكان فريقه السابق يتلقى رباعية جديدة على ملعبه، وهذه المرة كانت لمصلحة النصر. وقبل رباعية أمس الأول أمام النصر، كانت رباعية من اتحاد كلباء، وأخرى من الإمارات، وكلها في معقل «الجوارح»، ورباعية أخرى خارج الملعب من الأهلي، وتهون الرباعيات عندما نتذكر الخسارة القاسية التي تعرض لها الفريق على ملعبه هذا الموسم أمام الجزيرة بسباعية من الأهداف، وهي أكبر خسارة في تاريخ نادي الشباب. ليست الهزائم والنتائج الثقيلة وحسب، ولكن المشكلة أن الفريق يلعب بلا روح، ولا تبدو هناك أي ردة فعل من اللاعبين، والمدرب يبدو عاجزاً عن إيجاد الحل المناسب لمشاكل الفريق، واللاعبون الأجانب أصبحوا عالة، أما الإدارة فكأنها في وادٍ آخر ولعلها آخر من يعلم، فقد اختارت خاصية الصمت، فلا ترى ولا تسمع ولا تتكلم. فيا ترى ما الذي يحصل للشباب؟ أم يجب أن نتجاوز عن هذا السؤال الذي أعدناه وتداولناه مراراً وتكراراً حتى الملل، وليكن السؤال كالتالي: ما الذي تبقى ولم يحدث للشباب؟ وإلى أين تنوي إدارة الفريق أن تصل؟ هل يعقل أن يمر الفريق بحالة من انعدام التوازن وتمر الجولة تلو الجولة، دون تدخل إداري جاد يوقف النزيف، ويعالج الألم، ويجبر الكسر، هل يعجبهم ما يحدث لفرقة الجوارح وهذا السقوط الحر؟ ولعل أصدق من تحدث عن مشاكل نادي الشباب مؤخراً هو المدرب الوطني القدير عبد الله صقر، وهو ابن الكيان، وتهمه مصلحة الفريق وسمعة النادي، وقبل فترة كانت له تغريدات عدة عبر «تويتر» يدعو فيها رئيس مجلس إدارة نادي الشباب سامي القمزي للرحيل، ويطالب فيها مجلس دبي الرياضي، بعدم مجاملة الأشخاص على حساب النادي. هذا هو وقت الامتحان، فتحركوا قبل فوات الأوان، نعم قد تتقبل جماهير الشباب كل تلك الصفقات المضروبة والخاسرة، وقد تتجاوز عن بيع أهم لاعبي الفريق وعن الأموال المهدرة، قد تنظر بشيء من الحسرة إلى فيلانويفا الذي فرطت فيه إدارة الفريق، وقد أصبح أفضل صانع ألعاب في الدوري السعودي، وحقق بطولته الأولى، ولكنها لن تصفح ولن تغفر ولن تسامح، كل من عبث ومسح وشوه تاريخ «الجوارح».