نفخر، فنكبر، فنتجذر في الأرض كما نسمق في السماء أشجاراً عملاقة مطوقة بسحابات الخير، مبللة بالمطر، ملونة بلون الصحراء السمبلية، نعتز بالشهداء الذين أهدونا الدرس والعبرة في النضال من أجل الحق وإدراك الحقيقة، وها نحن على درب خطاهم، نذهب إلى الأمل، نجده معشوشباً بالازدهار، مخضباً بالإكبار، مخصباً بأجمل الأثمار، عام الخير هو عام الشهداء، وهل في الدنيا خير أفضل من خير الأرواح الزكية التي عانقت الوجود بطهارة وخير العبارة. شهداؤنا، رسم على الجبين، وبريق يشع من العين واللجين، هم النخلة التي أعطت ثمارها، هم السنبلة التي تفتحت أزهارها، هم الدماء التي غسلت عار الذي خانوا أوطانهم، وأطاحوا السيادة الوطنية بين يدي ذميم وزنيم. شهداؤنا اليوم حاضرون في المشهد، ثابتون في الوجدان الوطني والإنساني، ماثلون في القلب والبصر، فهم من قدموا الخير، فلهم الخير يمضي، ويسرج خيوله بواحة فواحة، تقدح صخرة الحياة ليبدو الضوء وضاحاً، نابهاً، نابلاً، نافلاً، ناجلاً، مجلجلاً، مزلزلاً، مقلقاً، مستفيقاً في دياجير الدجى، يساهر النجوم، مؤكداً أن هذه الأرض أرض النماء والعطاء، وأبناؤنا الأبرار هم خير الزرع، أتى ثماره يوم نادى منادي الجهاد على أرض اليمن الشقيق، فأعطوا وأسخوا في العطاء، حتى باتت أرض اليمن تصدح باسم هؤلاء الرجال الأبطال، وتضع أسماءهم تاجاً وسراجاً في كل بيت وزقاق. عام الخير، عام الشهداء، عام الأثرياء بمعاني النبل والبذل والجزل، هم فلذة كبد هذه الأرض الطيبة من أبناء زايد، طيب الله ثراه، هم من نسل هذا البحر، وهذا البر، وهذا النحر، وهذا الظهر، وهذا الصدر، وهذا الفخر، وسلالة إبداع الفضيلة. Ali.AbuAlReesh@alIttihad.ae