بلغة مثل سلاسة الماء وجمال الزهر وأناقة البحر ورشاقة السحر وبريق النجمة ونث الغيمة، جاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأوجد للسعادة في قلب المكان والإنسان والزمان منطقة واسعة شاسعة، وتناول قضية الإنسان وتداول قصته مع الحياة بأسلوب بدا كأنه الماء الرقراق، يسيل في عروق الكلمات، فتنمو كأنها الأشجار العملاقة على أرض خصبة. هذا القائد أخذ على عاتقه مسؤولية التنمية، واتخذ من الالتزام الأخلاقي مساراً لتحقيق الأهداف السامية، فهو يؤلف الكتاب كما يحيك سجادة الحياة برؤية المفكر المتدبر العابر قارة الإنسانية بمشاعر لا حدود لأمواجها ولا شواطئ لمحيطاتها، إنها الأفكار المجللة بسمات الرجل الملهم، المنسجم مع نفسه، المندمج بالآخر، الذاهب بالفكر إلى أقصى فضاءاته، حتى أصبح كتاب تأملات في السعادة والإيجابية، قاموساً محيطاً تهتدي به العقول النيرة، وتتقصى عباراته كمن يقطف الزهرات من بستان حافل بأسباب الحياة الهانئة، هنا نحن نقرأ ونستقرئ ونفحص ونمحص، ونتوغل في غابة الكلمات التي تبدو كأنها الغزلان الفارعة، تطل علينا بدلال الشيمة وكمال القيمة وجمال الشكيمة، في هذا الكتاب الذي لا يسعه مقال، ولا قول، بل هو يوقظ النائم في الوجدان، كي يصحو، ويفرك جفنيه، ويحك صدغه، ثم يتأمل ويتزمل، في دفء دراسة بحثية تقوده إلى مناطق العشب في هذا الكتاب الغائص في لحمة الحياة، في سديم السعادة، في أيقونة البقاء، في أسطورة النشوء والارتقاء. نتأمل، في التأملات، فتصحو الإيجابية من بين الضلوع، كأنها الدماء متدفقة في اشتياقات نحو مواطن عشقنا ومحبتنا وألفتنا، في كل مكان نلتفت نجد أنفسنا في حضرة هذا القائد الفذ، يصحبنا فيأخذنا إلى حيث تكمن السعادة بكل إيجابيتها وتفاؤلها وقوتها وعنفوانها وحيويتها ومذاهبها.. السعادة التي يصبو إليها محمد بن راشد هي السعادة الإيجابية المتحررة من السلبية والإحباط والقنوط والجفول، هي سعادة الإنسان الديناميكي الحيوي.